Tuesday 6 April 2010

الشرق الأوسط 6-4-10

المرأة و السيارة

خالد القشطيني

سمعت في سلطنة عمان حيث تضج السلطات بموضوع حوادث السير و كيفية الحد منها ان المؤسف فيها ان اكثرضحاياها من النساء و الاطفال. وهذه ظاهرة عالمية و تنطوي في رأيي على شيء من العدالة فالمرأة هي السبب على ما يبدو لي في معظم هذه الحوادث. فالمعروف ان انظار الكثير من السواق تتحول من مراقبة حركة السيارت و اشارات المرور و تزوغ الى عيون و قوام الحسان الواقفات على الرصيف فتصطدم السيارة بمن امامها و تحصل الكارثة . تلقي الشرطة القبض على السائق المسكين ولا تلتفت لمن كانت السبب.
تفاقمت هذه المشكلة بعد شيوع موضة التنورة القصيرة دون ان يكون مصممها قد وعى آثار فعلته على حركة المرور. فما ان تمر على الرصيف فتاة بهذا الزي حتى تتحول عين السائق نحوسيقانها و يغفل عما امامه . و يحدث ان تكون امامه امرأة اكثر جمالا من الاولى فيدهسها و يكسر احدى ساقيها او ربما كلتيهما. يتهمون عندئذ السائق او السيارة او سوء تخطيط الطريق و ما فيه من مثلثات ، بينما يكون الجاني الحقيقي هو مصمم المني جوب . و ليس مصمم السيارة او مخطط الطريق.
تكلمت في ذلك مع صديقي بهاء الدين في معرض مسقط الدولي للكتاب فقال الا ترى وراء ذلك حكمة الستر على المرأة عندنا في لبس العبائة و البرقع؟ تأملت في ذلك ثم قلت قد يبدو هكذا و لكن لهذا ايضا جوانبه السلبية و الخطرة على سلامة السير.فالسائق من مسافة مائة متر مثلا ينظر الى هاذا العمود الاسود فيعتقد انه كيس فحم ولا يتصور ان في داخله يوجد مخلوق حي. و عندما يقترب ويرى زوجا من النعال تحته يدرك ان ما حسبه كيس فحم هو امرأة. و لكنه لا يستطيع ان يتبين وجهها من ظهرها ، و بالتالي لا يعرف أن كانت متجهة نحو السيارة اومبتعدة عنها. فيسيء التقدير . ولا تمر غير ثوان حتى يكون قد دهس تلك السيدة المعبئة (لابسة العبائة) فيختلط الأسود بالأحمر.
الحقيقة ان العمانيات كن يستعملن عباءات و فوطات بألوان زاهية تعكس زهو بلدهن. و بدأن باستعمال السواد مؤخرا. يظهر ان داعية من دعاة الصحوة اقنعهن بكفر الالوان الزاهية. فعل ذلك في مسقط و يظهر انه تقاعس عن وعثاء السفر للجبال و الارياف فترك نساء الجبل الأخضر يحافظن على العباءات التقليدية الزاهية التي تسحر انظار السائح و الزائر بما اضطر السلطات لتعليق لوحات تقول "يرجى عدم تصوير السكان بدون استئذان". و هذه نقطة جديرة بانتباه وزارة السياحة، ليس لمجرد تشجيع السياحة في السلطنة وانما لأن الثياب الملونة تعطي سلامة اكبر في الطرق. وهذا موضوع يستحق فتوى جديدة حفظا عى سلامة المسلمات من السيارات. الشرطة في بريطانيا مثلا تحثنا على لبس ثياب فاتحة او ملونة عند الظلام.
ولكن فتنة الحسان ليست الخطر الوحيد على السلامة. لقد فازت مسقط بالجائزة الاولى لأحسن مدينة عربية في زينتها. حيثما تسوق تواجهك الاوراد على امتداد الطريق فلا تدري عينك لمن تلتفت ، اللعيون الكحيلة و القامات النحيلة تمر على الرصيف، ام لاوراد الجهنمية تكتنف الممر ، ام لأشارات المرور؟

No comments: