Wednesday 14 April 2010

العالم 14-4-10

من معجزات الجنس

خالد القشطيني

حدثت واقعة في كرواتيااصبحت من اغرب ما جرى في دنيا الحب والطب . كانت مرغريته قد اعدت نفسها للزواج والبسوها بدلة العرس و لكنهم عندما جاؤا لزفافها، وجدوها جثة هامدة. و سواء اكانت افراح العرس او قلق الدخلة او خوفا من حماتها ، فالواضح ان شيئا ما قد كسر قلبها وطرحها بدون نفس. لم يعد بيد الطبيب غير ان يأمربإنزالها الى مخزن الجثث استعدادا لدفنها. جلس العريس يندب حظه ، عندما رن التلفون من المستشفى ليخبره بأن مرغريته عادت للحياة. كثيرا ما حصل ذلك، غير أن هذه العروس عادت بأسلوب عجيب.
ارتبط موسم الربيع اعتياديا بالحب. وفي تلك الأيام الربيعية استلم المسؤول عن خزن الجنائز ، جنازة هذه الحسناء بكل ما عليها من ثياب العرس فسوّل له الشيطان ما لا يخطر في الأذهان. فك عنها ثيابها و واقعها جنسيا و ازال بكارتها دون أي احترام لكل هذه الجثث المحيطة به في المخزن. ولكن هذه الجثث سرعان ما سمعت صراخه هاربا كالمجنون، يولول : " احتيت! احتيت !"
خف الأطباء اليه واثقين بأنه فقد صوابه من كثرة العمل بين الجثث. و لكنهم اوشكوا هم على فقدان صوابهم عندما رأوا مرغريته تخرج من الثلاجة بثوب العرس وتجري وراءه. اتضح أن يوسو الجناز أعادها للحياة بممارستها جنسيا، وهو ما لا يحدث لكثير من النساء الأحياء في الواقع. اكثر ما سمعنا به هوان بعضهن فارقن الحياة بالممارسة وليس بالعكس . ولكن الشرطة واجهت هنا هذا الموقف الفريد في تاريخ القانون . وهوأن شابا اعاد الحياة لأمرأة بمثل هذا العمل، شيء لم يرد له ذكرفي كل السوابق القانونية. تحيروا في الامر. الأغتصاب عمل يجري مع الأحياء. كيف يستطيعون توجيه التهمة ضد من اغتصب جثة؟ وفي البلدان المتقدمة لا توجد مرجعية تعطي فتاوى.
و أثناء ذلك اهتز الرأي العام واتجهت الآراء الى ان هذا الشاب قام بعمل مجيد يشكر عليه بأنقاذ امرأة من القبر. و يستحق جائزة من الدولة بدلا من معاقبته. غير أن فريقا آخر من المعلقين حذروا من نتائج ذلك. فربما يسمع الشبيبة بالحكاية ويعتبرونها سابقة فيعمدون الى تكرارها حبا للخير و الثواب. فلا تدفن فتاة صبية الا و يضطر اهلها لنصب خفارة لحراسة شرفها. غير أن اهل العروس تطوعوا أخيرا للدفاع عن الفتى يوسو الجناز و تنازلوا عن أي ادعاء ضده . و لكنني لم اقرأ شيئا عن رأي العريس في الموضوع و ما اذا كان قد غفر لها فقدان بكارتها بهذا الشكل المعيب دون أي مقاومة منها. و لكن بدون شك أنه كان من حسن حظ مرغريتة انها ولدت في اوربا بعيدا عنا والا لذبحناها غسلا للعار واعدناها لمخزن الجثث.
ما ان سرت الحكاية في عموم اوربا حتى توالت الرسائل على يوسو الجناز من شتى الفتيات ، كلهن يعرضن حبهن لهذا الرجل الذي اوتي من الفضل ما يحيي به العظام وهي رميم.

No comments: