Monday 1 September 2008

ليلة مع ابن الفارض

لم تكن لهما أي معرفة سابقة قبل تلك الليلة ، ليلة عيد الاضحى ، عندما ذهبا لزيارة نجيب محفوظ في فندق شبرد في القاهرة، ولا عندما خرجا من الفندق . كانت كأي فتاة افريقية سمراء ، لفت رأسها بالفوطة و جسمها بثوب حتى الكعبين ، مخلوقا غريبا بعيدا بالنسبة له. قرأ و سمع عنه الكثير كما قرأ و سمع عن الديناسور و السمور وجاموس البحر، مخلوقات موجدودة و لكن لم يسبق له اتصال مباشر بها. كان هو كذلك مخلوقا غريبا عليها ، عربي مسلم ترك وراءه عروبته و اسلاميته. بهرته حضارة الغرب
و ذاب فيها و عاش ثورتها الجنسية الستينية ، وصاغ تفكيره بماركسيتها ولبراليتها.
سألته عند الخروج من الفندق الى اين انت ذاهب؟ قال تعالي نتعشى معا. انها ليلة عيد. حرام ان يقضيها انسان لوحده. سارا معا لمطعم فلفلة فطلبت صحنا بسيطا من الرز و الخضارثم سألته ، و انت عاوز ايه؟ قال زيك. طلبت صحنا من المهلبي و سألته ، عاوز ايه؟ قال زيك. طلب كأسا من النبيذ ثم سألها ، وانت عاوزة ايه؟ قالت ، لأ ، مش زيك.
- " دي ليلة العيد. الناس هنا يحتفلون بها بشكل رهيب. خلينا نروح للحسين."
اشار على احد التكسيات و لكنها اعطت السائق اشارة مختلفة. خلينا نمشي. المشي اجمل. سارا معا من مطعم فلفلة في طلعت حرب الى سيدنا الحسين. و عندما وصلا هنأ نفسه على ما فعل. فلم تكن المسافة من المسافات التي اعتاد قطعها على قدميه. لم يؤلمه ظهره ولا خدرت ساقه و لا انقطع نفسه، ولا شعر بمرور الزمن. وجد المقاهي و المطاعم مكتضة بالمحتفلين، من يعزف منهم على العود او الطبلة او القيثار . من يغني و يقرأ. من ينكت و من يضحك. من يستعطي و من يعطي. الفقر و الحاجة في كل مكان و معهما روح الرضى و الأمل. معلهش ‍! ربنا يفتح!
جلسا يشربان شاي النعنع فانطلقت تحدثه عن حياتها ، مأساة حبها الاول . لم يحدثها عن حياته ولا عن حكايات حبه فلم يكن يعرف اين يبدأ او اين ينتهي. هل كن ثمانين او خمسة و ثمانين؟ تركها تسترسل في احاديثها و هواجسها حتى قاطعها صوت المؤذن من منارة الازهر. " يا الله نقوم نصلي الفجر. تعرف تصلي؟" امال؟ يعني انا مش مسلم؟ ابويه كان شيخ و معلم دين.
-" طب يالله ! قوم صلي معايا في الأزهر. "
-" لا . مش اليوم. اصلي بكره."
-" ما ينفعش! كل صلا في ميقاتها. مالكش عذر. يا الله قوم."
-" اصل الدنيا برد. اصلي بدون وضو."
-" ما ينفعش! صلا بدون وضو؟ يا سلام عليك!"
التقت عيناه بعينيها ، و منهما شعر بفيض يمتد اليه و يجتاح كيانه و يجرده من كل سلاح او دفاع . مدت يدها الى يديه لتقيمه من كرسيه . لم يقاوم. لم يس
أل . لم ينطق بشيء. وجد نفسه منقادا بيدها. عبرا الشارع الى المسجد. قادته الى حيث نزع حذائه ، ثم الى حيث توضأ مع الآخرين. شعر بنفسه مشمئزا. كل هؤلاء القوم ، هؤلاء البسطاء السذج. كل هذه البرك من الماء العكر المراق على الارض ، وهذا الرشاش و الوسخ. لم يصل معهم. لم ينظم الى صفوفهم. لم يعبأ بندائهم ، " ضموا الصفوف يرحمنا و يرحمكم الله." وقف في آخر المصلى و ادى صلاة الفجر على طريقته. جلس قليلا متربعا و تلى دعاءه الذي اعتاد عليه في سنواته الاخيرة كلما توجه الى ربه بالدعاء. " اللهم اغرس الأيمان في قلبي ، و اجعلني في خدمة الايمان و اربطني بالمؤمنين و المؤمنات." ابتسم قليلا مع نفسه. " يظهر ان سبحانه و تعالى لم يحقق من طلباتي هذه غير الكلمة الاخيرة!"
قام من مكانه ليلتحق بهذه المؤمنة السمراء . وجدها خارج المسجد و على شفتيها الممتلئتين ، المضمختين بشيء من الحمرة، ابتسامة مشحونة بالسعادة ، سعادة كما لو انها لم تذق مثلها من قبل. شع من عينيها نور عجيب تحسبه و قد بدد كل ما حولها من ظلمة الليل. لابد ان شعر بمثل ما شعرت به من زخم عاطفي و تألق نفسي، فلم تكن غير ثوان حتى وجد الاثنان نفسيهما في عناق رهيب . القت برأسها على كتفه و القى برأسه على كتفها . شعر بنعومة نهديها تضرم النار في صدره . رفعت رأسها قليلا لتهمس بشيء في اذنه. " آي لف يو!" . لم يسمع.
-" تقولين ايه؟"
-" آي لف يو!"
شد ذراعيه حولها وشدت صدرها على صدره ، ساقيهاعلى ساقيه ، واصبحا
جسدا واحدا. " اريد ابوسك لكن هنا البوس ممنوع. اعوذ بالله من هالبلد. كل شي مباح الا الحب."
مات الزمن و اختفى المكان وقد انطلق العاشقان يهيمان على وجهيهما متعانقين من شارع الى شارع ، من زقاق الى زقاق ، بدون هدف ولا فكرة ولا احساس بالمكان. "غني معايه. ما تعرفشي اغاني عربية؟ و لا حتى ام كلثوم؟ انا ح اغني . انت اسمع.
ح اعلمك تغني بعدين." راحت تغني كأمرأة سكرى تتشبث بذراع الرجل خوفا من السقوط ، وان لم يكن هو اقل سكرا منها. فيما كانت تغني و تمسك به، تداعت و توالت الكلمات و الأشعار في ذهنه ، الغنيات و الأزجال القديمة ، و قادته في الاخير الى كلمات من ابن الفارض تعلمها في صباه :
شربنا على ذكر الحبيب مدامة
سكرنا بها من قبل ان يخلق الكرم
كانت قصيدة حفظها الرجل من ايام المدرسة . لم خطرت له الآن؟ من اوحى بها اليه؟ لماذا لا يستطيع ان يتذكر منها غير هذا البيت؟ ما الذي قاله الشاعر في ابياتها الاخرى؟ عبثا حاول ان يستخرج من اعماق ذاكرته المتعبة أي شيء آخر ، و لكنه ظل يشعر بنشوة خاصة وهو يكرر و يعيد … شربنا على ذكر الحبيب مدامة…
- " بنفسي حاجة. بنفسي نبوس بعض بوسة العيد."
"و ليه لا؟" مسك بها بين ذراعيه و مسكت به بين ذراعيها . وفي هذا الاتحاد الجسماني ، التصقت شفاههما بقبلة سريعة ، ما فتئت أن شجعتهما على تثنيتها بأخرى، احفل عاطفة و اطول نفسا. شعر كل منهما وقد التحمت الشفاه ان يد القدر قد شبكتهما بحبكة لا فكاك منها. لم تفك عن شفتيه الا لتفتح فمها و تعيد على اسماعه:" آي لف يو." أجابها بالعربية " و انا برضه! آه يا رب!"
كانت هناك حركة غير اعتيادية حولهما تكشفت عن رجلين في ملابس مدنية ، دارا حولهما كحيوان مفترس يدور حول فريسته. " مين انتو؟" قال الاول و قال الثاني:
"تعملوا ايه هنا في الساعة دي؟ و تتباوسوا في الشارع؟"
-" انتو متجوزين? فين اوراقكم؟"
" و انتو فين اوراقكم؟ اذا كنتوا شرطة سرية و الا شرطة آداب شوفونا اوراقكم. فين رئيسكم؟ "
استمر النقاش كل طرف يحاول ان يلتف على الآخر و يباغته في هجوم مفاجيء من نقطة جديدة. الموضوع : هل كانت القبلة عملا منافيا للدين الاسلامي و سيرة السلف الصالح تستوجب الاعتقال و السجن و الجلد و ربما القتل. أكان لهما الحق حقا في ان يسيرا هكذا متعانقين كالسكارى بدون خمرة؟ انفجر الرجل الزائرفي الاخير:" ده انتو والله يا ناس شاغلين بالكم بالحكايات دي و بلدكم من اوله لآخره خراب في خراب؟ ده انتو مش شايفين كل هالأوساخ و الزبالة اللي حولكم ، و كل هالخراب اللي في الشارع و الحاجات اللي مخلعة و خسرانه . و كلها ولا تلفت نظركم ، و لا حتى الشحاذين اللي مالين الرصيف بسيدنا الحسين ، و خالين عيونكم و شاغلين بالكم على مين باس مين في الشارع ، و يمكن بكره مين نام مع مين في بيته؟ الله يعينكم و يعين مصر عليكم."
قال في كثير من الغضب و الاستياء، و اقتاد صاحبته من ذراعها ، " يا الله بينا." سارا بعيدا عن ذينك الشبحين و حثا الخطى في اتجاه مسجد الغوريه.
"الله اكبر! الله اكبر! الله اكبر!" دوى النداء من عشرات المنائر في هذه المدينة القديمة ، المدينة المؤمنة و الكافرة. لقد اوشك الصبح على الطلوع و حلت صلاة العيد. الوف الرجال و النساء و الاطفال ، يحملون صغارهم ، يقودون عجائزهم ، يدعمون مقعديهم ، عميان بعصاهم ، عرجى بعكازاتهم ، فقراء باسمالهم ، اغنياء بثيابهم الجديدة ، خضراء و زرقاء ، بنية و رصاصية و كحلية. الجميع ينطلقون من بيوتهم و دكاكينهم و مقاهيهم في زحف واحد ، كتل من البشر ، تسعى رافعة رؤوسها نحوالسماء و نحو المساجد ، تسير على وقع الدفوف و الطبول و تحت الرايات و الاعلام ، رايات الاسلام و اعلام الخلفاء و الفاتحين. يسيرون و يهتفون :
لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك
لبيك الملك و الحكم لك لبيك
تدفقت الجموع و احاطت بهذين العاشقين . لم يكن لهما غير ان يندفعا معها ، كأغصان الشجر و كسرات الحجر في مجرى سيل عارم لا يذر. اصبحا جزء من هذه الكتلة التي صهرتها حرارة الايمان . و معها ، انطلقت حنجرة الرجل تنشد مع المنشدين بقوة لا ارادية ، قوة اقوى من أي قوة في نفسه : "لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك." بدأها بتردد و استحياء و لكن نداء السماء ما لبث ان سيطر على لسانه و كيانه . راح يهتف بأعالي صوته . شعر بنار تتأجج في وجهه و رأسه . احتقنت عيناه فاختلطت فيهما الالوان و الانوار ثم تفجرت بدموع انسابت على خديه في حمأة و نشوة لم يعرفها من قبل. فيما كان لسانه يردد لبيك ، كان فوآده الذي تألق بالنور يشع في داخله و يهمس
"رباه الحمد و الشكر لك."
" أمسكني قوي احسن نضيع بعضنا." كان قد نسي وجود هذه الافريقية السمراء بجانبه . احاطها بذراعه و جرها اليه . مسكت هي بيده فتشابكت الأصابع و راحت تجاذب و تعانق بعضها البعض بأحساس رغيد وديع. لمح دموعا تتألق في عينيها السوداوين فسرت في عروقه موجة من الكهرباء انسابت هوينا من رقبته عبر فقرات ظهره و ضلوعه حتى عمت كل كيانه. انتفض كطير ينفض من جناحيه قطرات من الندى البارد. دخلا المسجد مع الداخلين .
-" نتوضى فين هنا؟"
- "ما نحن توضينا قبل شوية. عاوز تتوضى كمان تاني؟ حبيت الوضو؟ الله!؟"
قالت ضاحكة ساخرة ، ضحكة شاركها فيها راضيا. " اقول لك حاجة و ما تزعليش . ده شيء ما يعجبنيش في صلاة الجماعة. يفرقوا النساء عن الرجال. يعني اللي عاوز يعمل حاجة بطالة ح يعملها في المسجد قدام كل الناس؟ الحب يا حبيبتي يزيد الايمان. ووجود المرأة يزيد الحب في القلوب. و الا انا غلطان؟"
- " ايوه غلطان . و بلاش كلام."
دخل المصلى . بدلا من الوقوف بعيدا في آخر القاعة ، راح يتدافع ليكون اقرب ما يكون الى المحراب. أنضم الى صفوف المتعبدين. شعر برغبة في ان يحتضن الرجل الواقف الى يمينه بجلابيته الجديدة ، و الآخر الى يساره، و لكنه اكتفى بأن وقف بينهما كتفا لكتف. صافح كلا منهما بابتسامة راضية ،" عيدك مبارك." و خرج مسرعا يبحث عنها…
الاواني و المعاني… المعاني و الاواني… ظلت كلمات ابن الفارض تلح عليه، تدق على ابواب مخه، و لكنه عبث حاول تذكر البيت. الصفاء بدون ماء … النور بدون نار… يا الله ! ماذا قال شيخ العاشقين و ختام الوامقين؟
كانت تجربة فريدة لهما ، وله بصورة خاصة . فراحت الافكار و الكلمات تتدافع في ذهنه و تتدفق من لسانه، لم يستطع ان يتوقف عن تشريحها و تحليلها حتى وصلا غرفته في الفندق. كانت اقدامهما و ارجلهما و كل جارحة من جوارحهما قد وصلت حدها من التعب و الاعياء. نزعت حذاءها و رمته تحت السرير فكت الفوطة عن شعرها الفاحم و نثرته على كتفيها ثم القت بنفسها على الفراش . القى نظرة جائعة على جسمها المدد امامه ، على خصلات شعرها الاسود المجعد المنثور على المخدة البيضاء، شعرها الذي رآه لأول مرة امامه حرا طليقا فأذهل عينيه .
"ح اعمل زيك." نزع هو الآخر حذاءه و استلقى بجانبها بسترته و بنطلونه . مسك يدها و سحبها الى صدره و تشابكت الاصابع ثانية في حوارها و غرامها حتى اعياها هي الاخرى التعب و السهاد فنامت مع اصحابها على صدره. لم يشعر بثقلها . كانت بدون وزن، بدون جسم ، بدون ابعاد… بدون اناء. مرت الساعات ولم يفق العاشقان من النوم حتى سمعت اذان الظهر يدوي من مكبرات الصوت. وكزته من جانبه بطارف مرفقها.
- " اقعد!…قوم…!…يا الله اصح ‍!"
- " خلينا نايمين يا حبيبتي. دي احلى نومة بحياتي."
- " اصح ! ده وقت الصلا."
- " ما صلينا مرتين."
- " دي صلاة الظهر يا اهبل. و الا مش عارف؟"
فرك عينيه و طرد النوم من اجفانه كارها متكاسلا . تثائب مرة او مرتين قبل ان يقف على قدميه بجهد جهيد و يمطي ظهره المتعب، رافعا كلتا ذراعيه الى الاعلى. عادت عليه ، " ياالله معاي نتوضى."
- " كمان؟ …ايه ده؟ ما توضينا امبارح بالليل؟ "
- " يا مصيبتي معاك! ده انت مش عارف دينك يا راجل؟ مش عارف النوم يبطل الوضو؟ يا الله بينا امشي قبل ما يفوت الوقت."
احس الرجل بشيء من الهلع و الجزع ، و بشيء من الضياع ، ضياع حرية اصبحت مهددة بالضياع، و لكنه توضأ معها وتلقى دروسا جديدة دقيقة في الوضوء، كيف تغسل اليدين حتى المرفقين ، كيف تستنشق الماء و تمسح القدمين. كل شيء و له اصوله و قواعده. مجلدات من الكتب كتبت عن المناقشة بشأن مسح القدمين او غسلهما . و لكنه فعل ما كانت تقوله له ، فلا فائدة من النقاش في مثل هذه المواضيع. و ما من حجة فيها و ادرى بها كمن تهواه و تحبه. فعل ما كانت تقول ثم وقف بجانبها لصلاة الظهر . " عندي طلب واحد. كوني انت الامام واوممي بي في الصلاة. و خليني اسمع صوتك. و انا اتبعك."
- " ده مش ممكن. الراجل هو الامام. مش ممكن يكون ست."
- " يعني حتى لما تكون الست تعرف عن الدين زيك اكثر من الراجل اللي ما يعرفشي الدين زيي؟ يالله كوني امام والا انا حأرجع اروح انام."
- " لأ خليك. يا الله بقى اوقف ورايه و اعمل اللي اعمله زيي."
سحرته بصوتها الموسيقي مثلما سحرته بسمرتها الأستوائية. و فيما كانت تتلو و تقرأ بذلك الصوت النسوي العذب ، شعر بنفس ذلك التجلي الروحي الذي غمره في الشارع قبل سويعات فتألقت روحه و انتشت اوصاله. راحت كلماتها تتضارب و تتداخل في اسماعه بتنغيم بوليفوني ذي انسجام وتوقيت عجيب. تمنى لو ان صلاة الظهر كانت من اربع و اربعين ركعة و ليس من اربع ركع فقط. كلما وردت على لسانها و بلهجتها الوطنية الخاصة تلك الكلمتان الخالدتان اللتان اعطيتا الأمل و غرستا العزة في نفوس الملايين من فقراء البشر ، المستضعفين و المحرومين ، عبر مئات السنين " الله اكبر" ، شعربفيض يجتاح وجدانه ووجوده، نور يتألق امامه و حوله، وفي هذه الاشراقة التي غمرت نفسه سمع صوت ابن الفارض ، ذلك الشيخ العاشق بدون جسد، السكران بدون خمرة، يردد في اذنيه … صفاء بدون ماء ، انوار بدون نار ، ارواح بدون اجسام …. توالت الكلمات ، تداخلت و تشابكت ، سالت كسيح هاديء ما فتيء ان صب في معين رقراق فأخذت قوالبها في الأخير بتلك الاوزان التي فاتت و استعصت على ذاكرته…و تأبت على وعيه :
و لو عبقت في الشرق انفاس طيبها
و في الغرب مزكوم لعاد له الشم
يقولون لي صفها فأنت بوصفــها
خبير، اجل عندي بأوصافها علم
صفاء ولا ماء، و لطف ولا هوا،
و نور ولا نار، و روح ولا جسم
و لطف الاواني في الحقيقة تابع
للطف المعاني ، والمعاني بها تنمو
وقد وقع التفريق و الكل واحـد
فأرواحنا خمر ، و اشباحنا كرم
اختلط الصوت بصوتها الهاديء الرخيم و هي تردد :
…الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم … مالك يوم الدين…

كان وقت الرحيل قد اقترب، الوقت الذي حدده الانسان بلا روح ، للروح بلا انسان . نشر الطائر الغريب جناحيه من مطار القاهرة وهب و انطلق من حيث اتى ، ساهما حالما …تتضارب الأصوات و الكلمات و الرؤا في ظميره.


ـــللللللللللـــ

علاج لآلام الظهر

آلام الظهر شيء شائع في هذه الايام دون ان نعرف سبب انتشاره. و لكن الاطباء كثيرا ما ينصحون في علاجه ممارسة التمارين الرياضية. و هو ما اشاروا به على هذه السيدة الزميلة في المهنة. قلت لها الرقص الشرقي المتمثل في هز البطن احسن هذه التمارين لعضلات الحوض و الظهر و احسن من ذلك العملية الجنسية. قالت هذا ما سمعته. قلت لها هيا بنا إذن! سأزورك هذا المساء و اعطيك شيئا من ذلك. قالت لا تتعب نفسك و لا فائدة من هذا . فأنا لا استطيع ان انام على ظهري. قلت لها النوم على الظهر ليس الوضعية الوحيدة لممارسة الجنس. سآتيك بكتاب مصور فيه 48 وضعية مختلفة للعملية الجنسية. اختاري منها ما يناسبك ويعيد الصحة لظهرك
قالت :لا . بل اختار انت العملية التي يمكن ان تعيد الحيوية لزبك
Fairuz

Fairuz was a very promising young woman from Morocco, beautiful brown face, tall, slim figure and an enchanting voice with a singing ability to match. I tried unsuccessfully to promote her. But fate wouldn’t have it. All TV producers and song promoters simply ravished her and threw her out in the morning empty handed, so to speak. She eventually came to the conclusion that she might as well go the whole hog and earn some money out of it. She joined the hordes of Arab hookers in Edgware Road, London.
No money to be earned out of me, we parted ways for a good many years as I wished her luck in her new career. In the mean time she made some good money, whilst I achieved some prominence in my writing career. As it were, I was puzzled and rather annoyed by her late telephone calls at night, some times past midnight.
‘ Hi Khalid, how are you? Haven’t seen you for a long time. Any new books you published? Oh, how thoughtless of you! Not sending me a copy! I shall cry. You don’t love me any more!’
All these niceties would go on for a minute or two and then she would bid me good night and ring off. This repeated rigmarole puzzled me. Why did she always ring me at those late hours, often waking me up from my deep sleep?
It didn’t take me long to discover that she did so whenever she was with some rich Arab Gulf client. I had attained some popularity as a columnist among the Gulf peoples. ‘ Oh, you know Khalid Kishtainy , that great writer! Fancy that! How do you know him, tell us.’ She would then pick up the telephone and repeat that conversation about neglecting her and not sending her my latest book. They would immediately change their tone and their manners with her. They stop mauling her private parts whilst she was eating her kebab. They certainly topped up her fees as a high class mistress who knew Khalid Kishtainy. Even more to the point, they would go back to their country, Kuwait or Dubai or Qatar, and recommend her to their relatives and business colleagues, ‘ Going to London? Oh London! Take my advice! Don’t mess about with low class street walkers. Go to the Kishtainy whore. A bit more expensive, but , oh my man! She will tell you so much about our beloved Khalid. She knows him well.’
I don’t mind Fairuz( her professional name), earning more money and having more oil rich clientele, but am I not entitled to some of her earnings out of her use of my name? Isn’t that part of free market ethics? I live by my pen as a word worker and she lives by her vagina as a sex worker, albeit I prefer calling her, as I know her well, a sex artist rather than a mere sex worker. I think I should be entitled to a certain proportion of every fee she receives per intercourse.
I am thinking now of seeking the advice of a good solicitor with enough experience in such matters. I don’t want to be prosecuted for living off the immoral earnings of a woman. But an author’s name is a commodity protected by law. I don’t want any silly Salma or tubby Fatma to play around with it whilst another man is impregnating her. I should also be entitled to compensations for the stress I had to endure whilst sitting in my gloomy study surrounded by my heavy books and hateful dictionaries and receive a call to tell me that another luckier man is having a glorious time on top of my beloved Fairuz. Surely a British English court would take cognisance under English Law of this mental suffering and emotional frustration I have to endure and allow me a portion of her fees as compensations.