Tuesday 20 April 2010

الشرق الأوسط 20-4-10

مي...و...زيادة

خالد القشطيني

شغلت الاديبة اللبنانية مي زيادة الاوساط الثقافية في مصر لردح من الزمن. كانت امرأة مسيحية على درجة كبيرة من الحسن و الكرم و السماحة و الثقافة العالمية , و فتحت لجمهور المثقفين صالونا ادبيا في بيتها في القاهرة مساء كل يوم ثلاثاء. وكلها مؤهلات تثيرمعشر الرجال من الادباء و المتأدبين. فأصبحت امرأة اخرى من قوم عيسى اسرت قلوب المؤمنين بدين محمد و اعطتنا مثالا آخر من الآمثلة المشرفة للتعايش بين الاديان في عالمنا العربي. وقع في اسر حبها الكثير منهم . و كان في مقدمتهم اسماعيل صدقي باشا ( واحافظ على ذكر اللقب باشا لأننا في زمن الجهالات هذا اصبحنا نحن لآيام البشوات). يظهر انه لم يحظ برؤاياها الا في صالونها يوم الثلاثاء. فكتب اليها يعبر عن حنينه:
روحي عل بعض دور الحي حائمة
كظاميء تواقا الى الماء
أن لم امتع بمي ناظري غدا
انكرت صبحك يا يوم الثلاثاء
واصل مراسلاته معها شعرا يعبر عن وجده و عذابه بحبها:
كل شيء يا مي عندك غال
غير اني وحدي لديك رخيص
عاد فكتب لها ايضا:
تفديك اعين قوم حولك ازدحت
عطشى الى نهلة من وجهك الحسن
جردت كل مليح من ملاحته
لم تتق الله في ظبي وفي غصن
يظهر ان قلبها قد تعلق بعباس محمود العقاد حتى اشيع عنهما انهما قد تزوجا سرا. وهذا امر ظريف في عالمنا . سمعت عمن يزاولون الحرام سرا ، و لكن ها هنا اثنان يزاولان الحلال بالسر. و لكنه العقاد معقد كل شيء. كتب اليها
ارسلي الشعر خلف ظهرك ليلا و اعقديه من فوق رأسك تاجا
انت في الحالتين بدر نراه ساطعا آية الدجى و هاجا
و مضى الاديب الكبير يناجيها فيقول:
يا ظبية من ظباء الانس راتعة بين القصور تعالى الله باريك
هل النعيم سوى يوم اراك به او ساعة بت اقضيها بناديك
وهل يعد على العمر واهبه ان لم يجمله نظم الدرمن فيك
ان قابلتك الصبا من مصرعاطرة فايقني انها عني تناجيك

No comments: