Thursday 22 April 2010

الشرق الأوسط 22-4-10

حب اليهوديات

خالد القشطيني

لم يرد الشيء الكثير من الادبيات العربية في مواضيع حب النساء اليهوديات كما ورد بالنسبة للوقوع في حب النساء المسيحيات ، مما سبق وان اتيت على الكثير منه. و ربما يعود ذلك الى حذر اليهوديات من الوقوع في حب رجل من غير دينها او الزواج به. هناك شيء من العنصرية في الموضوع. فالطائفة الموسوية تنظر نظرة سيئة جدا لمن تتزوج بغير يهودي و كثيرا ما كانوا ينبذونها و يتبرأون منها. لابد من صيانة الدم العبري من الاختلاط بالغير. و لهم في ذلك نصوص و مبررات فقهية عديدة. من ذلك ان الشريعة الموسوية تفترض ان ابن اليهودية يهودي. فكيف تستطيع الأم ان تربي ابنها على دينها و هي في بيت مسلم؟
كما ان المجتمع اليهودي منغلق على نفسه فلا يجد الشاب المسلم كثيرا من الفرص للتوغل فيه و التعرف بحسناواته.
فضلا عن ذلك فأن اليهوديات الشرقيات المزراحي ساميات. و من ذلك انهن بصورة عامة يتصفن بنفس الصفات التي تتسم بها المرأة العربية المسلمة ، البشرة السمراء، الشعر الاسود، العيون السوداء او الداكنة و التقاطيع السامية كالأنف المعكوف و القامة القصيرة. و ليس في ذلك ما يثير مشاعر العربي المسلم الذي اعتاد على تفضيل السمات الاوربية ، البشرة البيضاء و العين الزرقاء و الشعر الأشقر و الانف الدقيق و القامة الطويلة، مما يجده في كثير من المسيحيات.
و لكن هذه العوامل لم تنف كليا الهوى المتبادل بين الموسويات و الاغيار من مسلمين و عرب. عرفنا الكثير من ذلك في ايام الخير من العهد الملكي. وقع الكثيرون من رجالات ذلك العهد ، و منهم قاضي بغداد برهان الدين الكيلاني، في حب المطربة سليمة مراد. و كان منهم طبعا نجم المقام العراقي ناظم الغزالي حيث تزوجا و قضيا اجمل سنوات حياتهما معا. وكان منهم ايضا زكي خيري ، سكرتير الحزب الشيوعي في وقت ما ، الذي احب و تزوج الرفيقة سعاد. وكان ممن وقعوا في حب مبرح مع سيدة يهودية ايضا محمود صبحي الدفتري. احب جان ، او جانو كما كان يسميها. و شابت علاقتهما كثير من الاضطرابات و العكننات ادت بها يوما الى الزعل منه و هجرانه. فتعذب كثيرا من ذلك و لم يعرف كيف يراضيها و يصالحها. فكلف صديقه الشاعر عطا الخطيب، مفتي بغداد، بأن يكتب له شعرا يتوسل بها للرجوع اليه . و كان على علم بقصة هيامه بها ، فأعطاه هذين البيتين الظريفين بما فيهما من جناس دقيق :
محمود صبحي الدفتري يا جانوا
زادت به من بعدك الأشجان
عجب الأنام بما رأوا من حاله
حتى اليهود تسائلوا "وي! اش جانوا!"
و من النوادر التي سطرها احمد القزويني في " كتاب النوادر" هذان البيتان الظريفان من الشاعر النجفي الشيخ صالح الكواز اللذان يلعبان بحذق بمعتقداتنا الدينية و بما ارتبط بحياة النبي موسى عليه السلام و رسالته و معجزاته:
و رب ضبية من آل موسى ارتنا باللحاظ عصا ابيها
وغرتها تفوق على الدراري كأن يمينه البيضاء فيها

No comments: