Sunday 8 February 2009

وااسفاه على الخلاعة الامريكية

الخلاعة تعلن افلاسها


تقدمت صناعة الخلاعة و البذائة الامريكية بطلب الى الحكومة و مجلس الكونغرس الامريكي بمنحها دعما ماليا بمقدار خمسة ملياراتدولار لإنقاذ هذه الصناعة من الافلاس و الانهيار. تقدم بهذا الطلب ممثلها الرئيسي لاري فلنت ، المؤسس لمجموعة مجلات هسلر و السيد جو فرانسس صاحب شركة افلام الفديو المعروفة بعنوان" البنات في هيجان". ذكرالممولان الاثنان في طلبهما ان الحكومة الامريكية قد دعمت صناعة السيارات بمنحها مبلغ 4 ر23 مليار دولار. و الخلاعيات لا يقللن اهمية بالنسبة للاقتصاد الامريكي. وعلى دافعي الضريبة الامريكان ان يدعموهن بمثل ذلك.
لقد تعرضت صناعة الخلاعة للكساد الذي تعرضت له الصناعات الاخرى بسبب الازمة المالية العالمية الراهنة و تقلص نطاق القروض. و لا عجب، فمن المعتاد لزبائن هذه الصناعة ان يعتمدوا على الاقتراض لتغذية شذوذهم و اهوائهم. وهكذا سجلت الخلاعات تقلصا في مبيعاتها و مواردها بمقدار 22 بالمائة خلال السنة الماضية فقط. و بانتشار البطالة يصعب عليهم الاستدانة من البنك. لم يذكر التقرير نسبة واردات الخلاعة و البذائة الجنسية من مجموع الدخل القومي الاجمالي للولايات المتحدة. و لكن من الواضح انه يشكل جزء كبيرا منها فأمريكا هي المصدر الرئيسي للإفلام و المطبوعات و البرامج الخلاعية و الجنسية في العالم. و قد قرأت في تقرير آخر ان ما يقرب من اربعة بالمائة من البالغين الامريكان يعتبرون انفسهم بفخر في عداد الاباحيين و الاباحيات، او ما يسمونهم بالسونغرز.
وتذكرني الحكاية بطلب مشابه نوعما من سوق المومسات في امستردام بهولندا . فقد طالبن قبل سنوات بإعفائهن من دفع ضريبة " الدخل" ، بل و منحهن منحة سنوية لدورهن في تشجيع السياحة لهولندا من جموع الزبائن والمتفرجين الاجانب.
لم اسمع بعد عن قرار مجلس الكونغرس الامريكي في الموضوع ، و لكنني واثق انهم سيعطونه الاولوية في مناقشات المجلس فوق موضوع ما يجري في غزة و موضوع وقف اطلاق النار فيها. فمذبحة غزة لا تهدد الاقتصاد الامريكي و لكن انهيار صناعات الخلاعة و ما يترتب عليه من بطالة بالنسبة للعاملات في هذه الصناعة و السماسرة الذين يعيشون من ورائها شيء لا يستطيع اي مسؤول امريكي ان يتحمله او يتغاضى عنه. و عندما يبادرون الى تلبية الطلب ، سيكون في العالم دول تكرس اموالها لمنع الخلاعة و دولة تكرس اموالها لتشجيعها و تصديرها. قد نقرأ هذا الموضوع و نعجب. و لكن في الحقيقة لا عجب فيه مطلقا. فهذا نظام يقوم على تأليه المال. الدولار قبل كل شيء

Monday 2 February 2009

THE POLITICAL SHOE

THE ULTIMATE GESTURE OF CONTEMPT


The shoes thrown by an Iraqi journalist at President Bush, in Baghdad, during an official function chaired by the Prime Minister of Iraq embodied the full rejection of US policies in the region and utter contempt for the elected head of the United States. George Bush and his Foreign Minister, Condoleezza Rice, tried to save face by describing the symbolic gesture as a welcome expression of freedom. The subsequent mass demonstration in Baghdad in support of the offender and calling for his immediate release, as well as the excited and jubilant calls I received from my Arab and Muslim colleagues immediately after the incident, give the lie to that hypocritical assumption.
Shoes among Arabs, Jews and all Semites in general are held as a dirty and unpresentable part of a man’s attire, probably because of the frequent filthy environment of the Middle East. Hence, a Muslim must first take off his shoes before making his prayers and always keep them outside the mosque. To the Jews, and some Arabs, you signal the divorce of your wife by throwing your shoe at her. Instead of saying, ‘son of a gun’, we say son of a shoe ( Ibn al-kundara), the frequent term of insult.
A well mannered person must never sit crossed- legged with the soles of his shoes facing other people. Saddam Hussein left the room abruptly as soon as a visiting European leading politician sat in from of him in that manner. The man was then politely informed and the Iraqi former dictator returned to the room when the guest readjusted his position.
During the nineteen- twenties, a far reaching storm erupted in Iraq and between our country and Britain over the shoe of a British officer during the British Mandate. My uncle, Judge Ahmad al-Kishtainy, was examining a case of robbery in which the British Army was involved. The officer refused to put his feet down so as to avoid exposing his boot soles to the face of the judge, claiming that English customs allow that. The judge adjourned the hearing as the case became a cause celebre, a political question of whether Arab or English customs should rule. Britain claimed that Iraq was not yet an independent state to have its own traditions ruling the judiciary. The Iraqis claimed otherwise, and the sovereignty of their country hinged on a pair of shoes.
The shoes thrown at the American President signalled a final divorce between the Arabs and the Americans. You rarely meet nowadays any Arab, or probably any Muslim, who may say to you any kind words about the United States. Many of them celebrated enthusiastically the
victory of Barak Obama. But they did so with the notion that he is of an African, Muslim and even Arab origin. Many people in the East, as in the West, welcomed his election as a further step towards the equality of races and colours. It was good to see finally that a black man holds the helm of the greatest power in the world. Arab commentators and observers have otherwise expressed their doubts about the possibility of an American head of state challenging the dictate of the multi-nationals and, as far as the Middle East is concerned, the Jewish lobby.
The American episode in Iraq signalled a very sad conclusion. Its utter failure threw doubts about the export of democracy, liberality, peace, and security, women’s liberation, successful use of elections and an end to corruption. It is now so bad that people began to look back to the days of Saddam Hussein with nostalgia. At least people hit him with shoes after his death. They hit George Bush with their shoes during his lifetime.

FIGHT WITH SHOES

Shoe No. 10

Bravo Khalid.

I almost phoned you yesterday to ask you what you thought of the man with the shoe size 10s. So much better and more effective than any suicide bombing or other lethal attack would have been. Let the shoe be he new weapon of mass destruction and symbol of rejection.

Was it Bush who claimed that at least the shoe-throwing incident showed that Iraqis are at least free, thanks to the Americans, to express their opinion, which they never were under Saddam. Oh yes - so free that the guy was hauled off immediately and bloodily by Iraqi security men and one could hear his cries as he was beaten up in the next room over the rest of the press conference.

All the best

Susannah

الزانيات من البقر

البقرة عليزابيت

انتبهت سلطات الامن و المخابرات الى الحركة غير الاعتيادية التي اخذت تكتنف دار " "الحصن" ، الدار المنزوية ، المبتعدة عن الطريق العام و بقية دور قرية الداودية في هذه المنطقة الزراعية المكتضة بأشجار النخيل و البرتقال . لابد ان بناها اولا شخص ذو روح انطوائية مكتئبة ، فدأب اهل القرية على تسميتها بالحصن . بقي الحصن مهجورا لعدة سنوات بعد موت صاحبه ، اعتقادا من اهل المنطقة بأنه تسكنه الجن ، حتى حل به السيد حسون ابن غشمر و اشغله . سرعان ما اصبح البيت مركزا لنشاط غير اعتيادي. رجال يدخلون و يخرجون ، غالبا في الليل ، دون ما سبب او غرض واضح. اثار ذلك شبهات ضابط الأمن المسؤول عن المنطقة فأمر بتشديد المراقبة عليه . ربما سيكتشف وكرا من اوكار الحزب الشيوعي ، او مركزا لصنع المتفجرات لحزب الدعوة فيحظى بمكافأة من الدولة وقدمية في الترفيعات.
بعد عدة اسابيع من المراقبة و الرصد ، قرر ضابط الامن اقتحام دار الحصن في الوقت المناسب و عندما يكون قد دخل فيها عدد غير اعتيادى من الرجال بما يوحي بأجتماع تآمري مهم . حدث ذلك ليلة عيد الفطر ، و بعد ان اعلن راديو بغداد ثبوت غرة شهر شوال و انتهاء شهر رمضان المبارك. و هي ليلة اعتاد اهالي المنطقة ، كأهالي كل المدن العربية ان يحتفلوا فيها بانتهاء الصوم و حلول احتفالات العيد بكثير من الولائم و الأفراح و تغص دور السينما و المقاهي والملاهي بالجمهور.
امر الضابط بتوزيع الاسلحة و العتاد على الشرطة التي انتشرت و حاصرت الحصن و قطعت المرور من الشارع المقابل و كل الطرق المؤدية اليه . انبث الافراد ببنادقهم الاتوماتية متوارين و مختبئين وراء اشجار النخيل و الرمان و البرتقال. سار هو على رأس مفرزة من خمسة او ستة من افراد الشرطة يقودها العريف مفتن ، وقد مسك كل منهم على زناد بندقيته . اما الضابط الذي نطوي صفحا عن ذكر اسمه بسبب السرية، فقد قبض بيده اليمنى على مسدس وبلي و راح يضرب بيده اليسرى على باب الحصن و يصرخ على من ورائها : " فكوا الباب ! فكوا الباب ! "
كان النداء مجرد عملية شكلية تطلبها القانون و النظام. فالواقع ان العريف مفتن كان قد كسر الباب المتداعية بدفعة واحدة من كتفه الأيمن و اقتحم الدار يتبعه زملاؤه بحماس و ترقب. و لكنهم جميعا لم يتقدموا غير خطوتين او ثلاث حتى تسمروا في اماكنهم . اغمض بعضهم عينيه. فتح واحد فمه فاغرا. صرخ آخر " اعوذ بالله! تخسة!" و نكصوا جميعا بنادقم نحو الارض. ما رأوه امامهم وصفه ضابط الامن الذي لا نستطيع ذكر اسمه ، لقاضي التحقيق، الاستاذ فيصل علي ، صباح اليوم التالي بقوله انهم عندما وصلوا حوش الحصن، وجدوا الفلاح عبد ابن يشماغ فارع الرأس وقد نزع سرواله و توزر بدشداشته و كشف عن جسمه حتى صدره وهو يفعل الفاحشة بالبقرة المدعوة اليزابيت ، حيث كانت هي في ذلك الحين تأكل الحشيش من المعلف الخشبي امامها ، غير مبالية كليا بما يجري بها.
قاطعه الاستاذ فيصل قائلا: " تقول غير مبالية .. و مشغولة بأكل الحشيش. يعني تقصد ان هذا الكلب الواقف هنا ما كان يغتصبها. كانت راضية و كان يزني بيها بطوعها و موافقتها؟"
- " نعم استاذ. بحسن رضاها مثل ما شفنا. يعني لو كانت غير راضية كان نطحته. البهايم ما عندهم عرض مثل البشر ، استاذ. يعني ما يتقاتلون عليه و يذبحون بعضهم البعض مثلنا. يسوون هالأشياء بحريتهم و على طبيعتهم. الله ما قال لهم لا تزنون."
التفت قاضي التحقيق الى كاتب الضبط :" وين وصلنا؟ ئي نعم. كانت المجنىعليها تأكل علفها. اكتب ! ماكو اغتصاب في الموضع. " ثم التفت القاضي الى ضابط الامن المجهول الاسم ليسأله عن هيئتها و صفاتها ، و أي نوع من البقرات كانت ، و اذا امكن فحسبها و نسبها. و هنا، و كما يبدو كان الضابط من المولعين و المطلعين على الأدب العربي اطلاعا جيدا بكل ما فيه من مقاييس الجمال ، اذ انبرى و استرسل في وصف هذه البقرة التي فتنت اهل المنطقة ، و قال انه كان لها جيد كجيد الريم و عينان كحيلتان ناعستان كعيون نساء البصرة. اما الردفان فبطتان تخجلان و تحيران ارداف كل راقصات بيروت و القاهرة ، الهاويات منهن و المحترفات. صفراء فاقع لونها لولا بقع بيضاء كالثلج او السجلجل نمّت عن نسب صحيح يتصل ببني السكسون من الانكليز.
و هنا قاطعه قاضي التحقيق : " الأنكليز!؟ كان علي ان اتصور ذلك. فكل ما في هذا البلد من فساد جاءنا من الانكليز. حتى بقراتهم شراميط و قحاب ."
مضى ضابط الأمن فذكر انه بالأضافة للمتهم الزاني عودة ابن يشماغ ، كان هناك ثمانية رجال في اعمار مختلفة ، شيبا و شبانا ، جالسين القرفصاء بدشاديشهم على حصيرة مسجاة على الارض ينتظرون دورهم ، بعد ان دفع كل منهم درهمين لصاحب البقرة حسون بن غشمر ثمنا مقدما للأستمتاع بالبهيمة بالشكل الذي يطيب لهم. كان هناك ايضا كيس من الشكوليت البلدى جاء به احدهم اليها من باب المحبة و الدلع. اما حسن ، الفلاح من قرية هبهب المشهورة بصنع العرق المستكي ، فقد جاء معه بقلادة من الكراكيش الصوفية الملونة و الأجراس النحاسية الصغيرة تلمع ببريقها بضوء الشمس، ليقلد بها عنق البقرة اليزابيت ، هدية منه بمناسبة العيد و تعبيرا عن مودته و شغفه. وقد وضعت الشرطة يدها على كل هذه المواد الجرمية كأدلة ثبوتية ستبرزها للمحكمة ، سوية مع جهاز مسجل قديم و كاسيت لأغنية من اغاني ام كلثوم ، " انت فين و الحب فين " كانوا يستمعون اليها اثناء قيامهم بفعلهم المشين.
اما الزاني المومى اليه عودة ابن يشماغ فقد دافع عن نفسه و عن زملائه بقوله ان الدنيا كانت ليلة عيد والناس فرحانة بهلال العيد و كل واحد رايح بطريقه يحتفل و ينفه عن نفسه و يستأنس حسب مزاجه. و كل واحد على قد حالته. اللي الله رزقهم و اعطاهم فلوس يروحون لبغداد و يونسون روحهم بوحدة من بنات بغداد. لكن الفقير اش يسوي؟ الذنب ذنب الحكومة . بزمان العثمانيين كان في بعقوبة بيت قحاب ، كرديات و عجميات و عربيات مدقدقات و من كل جنسية و شكل. و الناس من ديرتنا كانوا بالعيد، ورا ما يكسرون الصوم ، يركبون خيلهم و بغالهم و يروحون لهناك و يشوفو لهم وحدة اللي ترد روحهم و ترضيهم. لكن يا حضرة القاضي ، اجا الحكم الوطني و منعها. قالوا اللي يريد قحبة يروح لبغداد و يشوف له وحدة من نسوانها. عاد من وين انجيب فلوس القطار والأكل و العشا وحق الشرطة ؟ و البغداديات متبغددات . ما يرضن بالدرهم و الدرهمين. لكن هذا صاحبنا أبن غشمر ، الله يعزه و يكثر خيره، جاب لنا هالبهيمة الحليوة . حل مشكلتنا. الله ما يقطع بالمسلمين. و انا سألت الشيخ و قال الفعل بالحيوان ما هو زنى و لا ذنب. يعني اللي يفعلون بالأولاد احسن؟"
و هنا لم يستطع المتهم الآخر حسن الفلاح ان يكبت غيضه فقاطع كل المتكلمين و راح يلعلع بصوته القوي فوق اصواتم و ضجيجهم : " الله اكبر ! يعني كل ما تكون عندنا شغلة ، أي مشكلة او حاجة ، يقولوا لنا روحوا راجعوا القضية ببغداد! تريد شهادة مدرسة ، دفتر عسكرية ، تريد حجة طابو ، تريد تبيع تشتري . كلها يقولوا لنا روحوا راجعوا ببغداد! يعني صار الواحد حتى اذا يريد ينيك يقولوا له روح لبغداد! الله الأحد! ماكو لا عدل ولا مروة."
لم يستطع حسن ان يواصل كلامه البليغ فقد اشار عليه قاضي التحقيق بالسكوت و احترام المحكمة. و قبل ان يلتفت الى مالك الحصن و راعي البقرة الزانية ليستجوبه و يدون افادته ، عاد عودة ابن يشماغ للكلام و التعبير عن شكواه الممضة : " يعني الله يقبل؟ انا دفعت المية فلس اللي قطعتها من زردومي و اعطيتها لهالأبن الحلال حسون ، و قبل ما اخلص و انا بنص الشوط يخشون الشرطة علينا و يخلوني اجره و انا افرفر بروحي و مستانس . يخلوني اسحب و يضيعون علي المية فلس اللي قاطعها من زردومي و زردوم عيالي . يعني الله يقبل؟"
_ " حسون بن غشمر! حسون بن غشمر!"
نادى منادي المحكمة على المتهم صاحب البقرة بصوت جهورى ثم خفضه قليلا بشيء من القرف و الاشمئزاز الى ما يشبه الهمس ، " يالله تعال قدام القاضي. قبح الله وجهك يا اعرج البين ." تقدم السيد حسون متكأ على عكازة وهو يعرج في مشيته حتى اقتاده شرطى المحكمة الى مكان الشهادة. اعطى اسمه و عمره و عنوانه و راح يشرح للمحكمة كيف انه كان فلاحا يسهر على اشجار البرتقال و الليمون في بساتين الشيخ مرزوق العبيدلي قبل ان يجندوه للحرب في كردستان حيث اصيب برجله اليمنى فسرحوه من الجيش . و لم يشأ الشيخ العبيدلي ان يترك برتقاله و رمانه و ليمونه برعاية فلاح اعرج فطرده من البستان، و جاء بدلا عنه بفلاح صحيح البدن. نصحه الأخيار من الناس انه ، وقد اصبح رجلا ناقصا ، فما عليه غير ان يشتغل بما هو اقرب شيء الى الزراعة و لا يتطلب رجلين اثنتين قويتين ، وذلك برعاية الماشية و الغنم . فاشترى من فلوس الجيش بقرتين حلوبتين وثلاث صخول على امل ان يعيش من حليبها ومنتجات حليبها.
-" و لكن يا حضرة القاضي . هذي ديرة فقيرة و ما حسبت حسابها. اللي ما عنده فلوس يشتري خبز لعياله ، اش يسوي بالحليب و الزبد و الجبن ؟ "
و هكذا وقد تركته زوجته و ذهبت تبحث عن رجل برجلين اثنتين سالمتين، راح يقضي وقته يحلب و يخض و يجبّن دونما احد من هذه الديرة البائسة يشتري شيئا من منتجاته. جاءه ذات يوم احد شبان القرية و اعطاه عشرة فلوس ليغمض عينيه و يتركه و شأنه لبضع دقائق مع احدى البقرتين. و تكررت العملية مع الشاب ، ثم مع غيره من الشبان بعد ان سمعوا من صاحبهم هذه الامكانية . و ما هي الا بضعة ايام حتى وجد حسون ان الزنى بالبقر و الجاموس في هذا البلد افضل من حلبها و أوفر تجارة و مربحية من بيع لبنها ، او بعبارة اخرى ان ما ينطبق على البشر ينطبق على البقر. الزنى و القوادة اضمن وسيلة للثروة والنجاح في الحياة. كل ما سواها مضيعة للوقت. و بفعل ذلك، بادر حسون فباع ما لديه من حيوان و انتقل الى بيت الحصن و جاء بهذه البقرة الشابة اللدنة القوام من مدرسة الزراعة.
-" شفتها يا حضرة القاضي تشبه هوايش الانكليز و اشتريتها . لأن هنا الناس مثل ما تعرفون حضرتكم ، يركضون ورا كل شي من يسمعون عنه انكليزي و جاي من بلاد برّه. ما لهم أي رغبة بأي شي وطني يا حضرة القاضي. عايفين بنات وطنهم و يركضون ورا بنات الانكريز" .
-" و لهذا السبب يعني سميتها اليزابيت؟"
-" نعم سيدي . على اسم ملكتهم . على اسم ملكة بريطانيا. عليزابيت . الزباين يكثرون عندي بركة من يسمعون باسمها ، و يحسبوها ملكة بريطانيا. كلها مسألة مزاج و خيال يا حضرة القاضي."
و بعد ان استمع القاضي الى افادات الشرطة و المتهمين ، تقدم نائب المدعي العام الاستاذ نصيف قحطان فأشار الى المادة 399 من الفصل الثاني \ الباب التاسع من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 ، المتعلقة بالجرائم المخلة بالأخلاق و الآداب العامة و التي تنص على عقوبة الحبس لكل من يحرض على الفجور او ممارسة حرفة الفسق او يسهل لهما. الأمر الذي تنص الفقرة الثانية من المادة المذكورة على معاقبته بالسجن لمدة لا تزيد على عشر سنوات اذا جرى ذلك لغرض الربح و الأجر.
هذا بالنسبة لمالك البقرة اما بقية المتهمين فتنطبق عليهم بدون شك احكام المادة 400 من الفصل الثالث المتعلقة بالفعل الفاضح المخل بالحياء . و تقضي بالحبس مدة لا تزيد على سنة واحدة و بغرامة لا تزيد على المائة دينار او بأحدى هاتين العقوبتين بحق كل من يرتكب فعلا مخلا بالحياء مع شخص ذكر او انثى بغير رضاهما.
وبعد ان استفاض نائب المدعي العام في انطباق هاتين المادتين على المتهمين في قفص الاتهام ، توجه بكلامه الى القاضي بكثير من الحماس و المشاعر الوطنية فطالب بايقاع العقوبة القصوى عليهم . هذه بادرة خطرة ينبغي اجتثاثها بكل قوة . اذا كانوا اليوم يذهبون الى بقرة فغدا سيذهبون الى حمارة ، و بعدها الى بغلة او نعجة فتمتليء البلاد بكرخانات حيوانات . يذهب كل رجل فيشتري لنفسه شاة او سخلة بدينارين ثلاثة و يكتفي بها. اين سيكون مصير المرأة العراقية ، بطلة ثورة 14 تموز الظافرة؟
-" يا حضرة القاضي ، ارجو من هذه المحكمة الموقرة الا تولي أي عطف لهؤلاء المجرمين و تجعل منهم عبرة لكل من تسول له نفسه مجامعة البقر و الحمير بدلا من بنات وطنه الماجدات. "
جلس النائب الاستاذ نصيف بعد كلمته المشحونة بالعاطفة و المنطق فاتحا المجال لمحامي الدفاع ، وكيل المتهم حسون ابن غشمر ليدلي ببيانه. قام اولا باستعراض تاريخ قلعة الحصن غير المشرف ثم عرج على ابعاد البطالة في الريف العراقي و انتقل بعد ذلك الى مقتضيات المادة 399 من قانون العقوبات و التي نصت على حبس كل من حرض ذكرا او انثى لم يبلغ عمر احدهما ثماني عشرة سنة على الفجور و حرفة الفسق. قال على الادعاء العام ان يثبت اولا ان هذه البقرة كانت دون سن الرشد المشار اليه.
- " التمس من حضرة القاضي ان يلقي نظرة على اليزابت ،البقرة المشار اليها ، كما فعلت انا من قبل. و من نظرتي الفاحصة وجدتها في تمام البلوغ و كمال الرشد و العقل. لا يهمها من امر دنياها غير اكل العلف المقنن لها من المعلف المخصص لها ، وهو ما يفعله كل مواطن عاقل في هذه البلاد. لا تخرج عن طريقها ولا تعبأ بأي شيء. تقضي النهار كله دون ان تسمع صوتها. فما لم يبرز زميلي نائب المدعي العام شهادة بميلادها ، او دفتر خدمة عسكرية تثبت العكس فيجب اعتبار اليزابت قد بلغت الرشد.و انها كانت تمارس الجنس بمحض ارادتها و رضاها."
و بعد ان انتهى من مناقشة المادة 399 انتقل الى منصوص المادة التالية رقم 400 المتعلقة بارتكاب فعل مخل بالحياء مع شخص ذكر او انثى بغير رضاهما. نظر وكيل الدفاع في وجه القاضي و سائر المستمعين في قاعة المحكمة ثم تساءل قائلا هل يمكن اعتبار البقرة شخصا؟ و اذا لم تكن شخصا فكيف يمكن اعتبارها مومسة و عاهرة؟ و كيف نستطيع ان نتحقق من ان البقر تعتبر الجماع عملا مخلا بالحياء؟ الثيران يواقعون البقرات بكل حرية و دون أي خجل او حياء، فلماذا نتصور ان نفس العمل يصبح مخلا بالحياء لمجرد ان نستبدل الثور بفلاح عراقي؟ اذا شئنا ان نعامل البقرة معاملة المرأة و نعتبرها مومسة فسيترتب على ذلك ان نعطي الناس حق الزواج بها و الستر عليها، ثم نعطيها السدس من تركته عند موته.
-" يا حضرة القاضي، هذه مسألة تتعلق بحقوق الحيوان ، وهي كما نرى في سائر الدول المتحضرة ، اصبحت اهم بكثير من حقوق الانسان. و لا نريد من الصهاينة و اعداء العرب ان يستغلوا هذا الموضوع و يشنعوا بجمهوريتنا الخالدة في انها تعامل البقرة كما تعامل المرأة.
انتهت دفوع الاستاذ المحامي و جلس مقابل نائب المدعي العام انتظارا لقرار المحكمة. بيد ان الاستاذ عبد المنعم الشيخ اسعد ، قاضي منطقة بعقوبة ، ظل يحك رأسه و يلعب بخصيتيه في ضياع تام. فتح فمه في الاخير و قال :
ترى هذه المحكمة صعوبة كبرى في تطبيق المادتين 399 و 400 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 على الحيوانات ذوات الأظلاف و الحوافر من حيث ممارستها او عدم ممارستها للبغاء . فأشارة المشرع الى التحريض على الفجور لغرض الربح تعني بعبارة ابسط ممارسة القوادة . و ليمكن اعتبار المتهم في هذه القضية قوادا ينبغي ان تكون هناك قحبة يسمسر عليها. و في هذه الحالة ، هل يمكن اعتبار البقرة المذكورة قحبة؟ و عليه فقد قررت هذه المحكمة احالة كامل الموضوع الى لجنة التدوين القانوني في بغداد للبت فيما اذا كان من الممكن ، او غير الممكن ، قيام البقرات في هذه البلاد بحرفة البغاء و استعمالها لأغراض الزنى بدلا من الحلب و اعتبار صاحبها او ولي امرها قوادا يسمسر عليها في مثل هذه الاحوال مما يوجب العقوبة بموجب منطوق الفقرة الثانية من المادة 399 .
احالت المحكمة القضية الى التدوين القانوني بعد ان ربطت البقرة اليزابت بكفالة نقدية بحسن السلوك حتى يبت في امرها و امر وليها . بيد ان السادة اعضاء لجنة التدوين القانوني واجهوا صعوبة كبيرة في البت في هذه القضية فظلوا يتناقشون بها نحو ثلاثة اشهر . استفتوا خلال ذلك مؤسسات الافتاء الديني في شتى العواصم الأسلامية و رجال الفقه و القانون فيما اذا كان يصح اعتبار البقرات مومسات عاهرات و اعتبار ما يتقاضين من علف اجر زنى و بغاء. بقي الأمر معلقا دون ان يحسم بعد ان قامت وجبة اخرى من الضباط الاحرار بانقلاب عسكري جديد يصلح مسار الثورة فاعتقلوا كل اعضاء لجنة التدوين القانوني بتهمة العمالة للكيان الصهيوني و اعدموهم. انتهز حسون بن غشمر فرصة الفوضى التي عمت في البلاد فهرب مع بقرته و اجتاز الحدود الى ايران حيث اتصل بالصليب الاحمر الدولي و طالب باللجوء السياسي له و لبقرته اليزابت. وهو ما حصل عليه فورا حالما وجدوا في المقر الرئيسي للصليب الاحمر في سويسرة ان الموضوع يتعلق ببقرة ، مما يوليه السويسريون اجلال خاصا في بلادهم ويعطونها خير ما عندهم من المناطق الجميلة.
و في اثناء ذلك جلس عودة ابن يشماغ و مطلق الحولي و حسن نازل صاعد و غيرهم من شباب الداودية يتسامرون بجانب الساقية فراح عودة يئن و يحن و يرثي لأحوال هذا الزمان. قال انهم في عهد العصمانلي كان عندهم قحبة في بعقوبة يذهبون اليها بحرية و يسر و يجامعونها بثلاث بارات. جاء العهد الوطني و شردها فلم يبق لهم غير ان يذهبوا لراحتهم و متعتهم الى قلعة الحصن و يستعملوا عليزابت . و الآن جاء العهد الثوري و شردوا الهايشة ايضا .
- " يا جماعة و الله حالتنا ماشية من الشين الى الأشين . ما بقى علينا اليوم غير واحدنا يروح ينيك الخنفسان و الصراصر."


ـــمممممـــ


من روائع الأدب الضراطي

الضرطة الملكية

التباين(كونتراست) من اهم مشوقات الادب و الفن و احتل حيزا كبيرا في دنيا الفكاهة و السخرية و الكوميديا. انعكس ذلك في الكثير من الحكايات و الطرائف المتعلقة بالملوك و الامراء، وعلى الخصوص مما ترتب من نكات و طرائف تتعلق بالضرطة و الضراط. فما من تباين كوميدي او درامائي ابلغ من ضرطة تنفجر في حضرة الملك وهو في هيبته و وقاره. و يظهر ان ناجي الحديثي عندما كان ملحقا صحافيا في لندن. وجد نفسه في الحضرة الملكية لقصر بكنغهام بلندن و كان السكون المطلق قد ساد الجو، فالتفت الى زوجته و قال : ما اروع ان تنطلق ضرطة كبيرة في هذا المكان!
و كان الملحق الصحافي قد عبر بكلماته عن التركيبة الكوميدية للتباين. و الغريب ان الضرطة اثارت سخريات الظرفاء عند معظم الشعوب. وهي ظاهرة تتطلب بعض التفكير. لماذا تثير الضرطة كل هذا التنكيت و السخرية بين الناس؟ لنا في ادبنا و تراثنا الفولكلوري الكثير من ذلك. ذكروا ان بديع الزمان الهمذاني ضرط في حضرة الصاحب بن عباد فحاول التملص من ذلك قائلا: إنه التخت يا مولاي. فأجابه الأمير ضاحكا: " كلا بل هو التحت!" فخجل و انقطع عن زيارته حتى افتقده و بعث اليه بهذين البيتين:
قل للبديعي لا تذهب على خجل من ضرطة اشبهت نارا على عود
فإنها الريح لا تسطيع تمنعها فلست انت سليمان بن داود
ومن الحكايت الشعبية الدارجة في العراق و كنت قد سجلتها في كاسيتي" طرائف و حكايات" قصة السركال محيسن. كان جالسا في ديوان رئيس العشيرة و بين وجهائها و كبار الموظفين عندما صدرت منه ضرطة داوية. ادرك فورا انه لم يعد له اي مجال بين العشيرة فلملم عبائته و خرج و ترك المنطقة و العراق ورحل الى الهند حتى مرت سنوات طويلة و شعربالحنين لقريته واهله. قال لنفسه ، لابد ان نسي القوم تلك الضرطة الفاجعة. فركب السفينة عائدا لبلده. وصل قريته و لكنه اراد ان يتأكد اولا ان الناس قد نسوا فعلا ما فعله في ديوان الشيخ. رأى صبيا يحرث و يزرع فحاول ان يستنطقه. سأله عن اسمه فأجابه. سأله عن اهله فأجاب. ثم سأله عن عمره فقال: و الله عمي ما اعرف عمري تمام. يمكن اثنعش سنة ، يمكن خمسطعش، لكن امي تقول آني ولدت بعد خمس سنين من يوم ما محيسن ضرط بالديوان."
سمع روبرت مكسويل الحكاية في اهوار الجنوب فترجمها و رواها في كتابه الشهير " قصب في الريح". و لكن الحكاية في الواقع مشتقة من قصص الف ليلة و ليلة . وبعد ترجمتها للفرنسية ، انتحلها الانكليز فرووها عن ملكتهم اليزابث الاولى. قالوا ان احد فرسانها ضرط في حضرتها فأدرك سوء فعلته. خرج و هاجر من انكلترا . ولكنه بعد سنين عديدة شعر بما شعر به اخونا محيسن فقرر الرجوع للندن. بادر اولا لتقديم الولاء للملكة . رحبت باستقباله في البلاط و قالت له، " سير جيمس، ارجوك لا تشعر بأي قلق او خجل. لقد نسيت ضرطتك كليا."
و من ملكة الى ملكة ، مشت الضرطة الملكية فسمعتها انا عن حفيدتها على العرش ، الملكة اليزابث الثانية الحالية. قالوا انها خرجت لاستقبال احد رؤساء الجمهوريات الافريقية في زيارة رسمية الى بريطانيا . و حسب البروتوكول، جلس الضيف الافريقي بجانبها على العربة الملكية الي تجرها ستة خيول مطهمة. ما كاد الرئيس الافريقي يجلس بجانبها حتى انطلقت ضرطة عظيمة و طويلة من الحصان المربوط بالعربة ، فلم تتمالك الملكة اليزابث غير ان تعتذر للضيف فقالت: " آسفة يا حضرة الرئيس عن ذلك." فأجابها قائلا:
"و لا يهمك يا صاحبة الجلالة. فلولا ان تقولي ذلك لتصورت ان الضرطة قد جاءت من الحصان!"

من منجزات اسرائيل

غزة كلمة جديدة

لاحظت خلال حضوري مؤتمر " لندن التقدمية" المعقود في لندن قبل ايام ان بعض المتحدثين اصبحوا يستعملون كلمة غزة كإصطلاح للدلالة على اي موقف مشين او خطير اودموي او تخريبي لا مسؤول. سمعت احدهم يشير الى ما وصل اليه الواضع المالي في بريطانيا فيقول اننا نواجه " غزة". و قال آخر ان رئيس الحكومة ينوي فرض " غزة"على البنوك. هذه من محاسن اللغة الانجليزية في اشتقاق كلمة جديدة من اي حدث يلفت النظر. تسمع التلميذ يقول غدا علي ان اخوض " واترلو" ، اشارة الى الامتحان النهائي الحاسم. و تصف عاهرة من عاهرات لندن الليلة التي قضتها مع زبونها الكويتي فتقول كانت حقيقة ستالينغراد. و الآن عندهم كلمة جديدة هي " غزة". و هذه من افضال اسرائيل على اللغة الانجليزية.
نحن غير ميالين للأشتقاق في لغتنا. اتذكر ان الدكتور مصطفى جواد اعترض على اصطلاح " وصلت السفينة شاطئ السلامة" بأنه استعمال غير عربي. قال العرب يركبون الجمال و ليس السفن. و انا اعتبر كليهما غلط. اذا شئنا التطور و مواكبة العصر، فيجب ان نقول وصلت المرسيدس كراج الغانية الهنغارية، للدلالة على سلامة الوصول.
بعيدا عن الغانيات و المرسيدسات ، اعتقد ان من المعقول إضافة كلمة "غزة" الى لغتنا العربية كإسم مصدر للدلالة على اي عمل تخريبي او همجي لا انساني. بدلا من ان تقول مذبحة حلبجة التي فعلها صدام حسين في كردستان تقول، " غزة حلبجة"، و هكذا. و تشير الى الفساد المستشري في العراق فتقول " غزة النهب" في العراق. و تروي ما فعله ابو جاسم بزوجته التي لم تحسن طبخ الباميا فتذكر انه فعل بها غزة يشمأز منها الانسان.
و من الممكن طبعا ، بل و المفيد في رأيي، اشتقاق شتى المفردات من صفات و افعال ، ماضي و مضارع و امر او اسم فاعل و مفعول به من مصدر " غزة". فمثلا ، بدلا من ان تقول ان الحكومة نكلت بالمتظاهرين تقول انها غزغزت بالمتظاهرين ، وهذه حسب اللهجة الحميرية او غززت بالمتظاهرين حسب اللهجة الحضرمية. و تشير الى انهيار الاقتصاد و التضخم النقدي فتضرب يدا بيد و تقول يا حسرتي على فلوسي . الدينار راح كله و تغزغز. و يرد عليك صاحبك ليطيب خاطرك فيقول لك لا تغز يا ابن عمي. هذي غزة صغيرة، يومين و تمر.
و من المعقول تطوير صيغ الدعاء المعتادة بإغنائها بمثل هذه المصطلحات الجديدة . فعندما تذهب لحفلة عرس مثلا تدعو للعروسين و ذويهما فتقول اتمنى لكم الخير و المال و البنين و ابعدكم الله من كل غزة. و إذا كان المجلس ، مجلس عزاء فتقرأ سورة الفاتحة وتقول للمفجوعين ، ادعو الله ان يخفف عنكم غزتكم ولا يريكم سواها.
و تمر الايام و الاعوام و القرون الطوال و يجلس فقهاء اللغة و استاذة الجامعات يدرسون الطلبة فيقولون : " أما غزتوة الواردة في البيت الاول من هذه القصيدة فكلمة تعني القسوة المتناهية و
اصلها غزة اشتقها اجدادنا قبل قرون في عصر الجاهلية الثاني من كارثة المت بهم عندما هجم قوم برابرة على مدنهم و عاثوا بها خرابا و ذبحوا اولادهم و نساءهم."

SOMETHING FOM ISRAEL

NEW CONTRIBUTION TO LANGUAGE


As I attended the one day seminar “ Progressive London”, organised by Ken Livingston, last Saturday in London, I noticed that many of the participants were using the name of ‘Gaza ‘ loosely as a synonym for disaster, brutality, calamity, failure, etc. I overheard one woman saying to her friends that the economic conditions in Britain are really in a Gaza situation. Another said to his partner, ‘ I think that Gordon Brown wants to do a Gaza with the banks’ His companion replied, ‘ Oh, no. I think that the banks have already thrown him in a pretty messy Gaza.’

The English people have the liberty of doing anything with their language. They have even borrowed many of the misnomers from George Bush. They create new words from any notable event. You hear a student referring to his final exam as his Waterloo and a Mayfair hooker describing a night with a Kuwaiti client as a Stalingrad. ‘ Gaza’ is now a new addition to the English language signifying all that is savage, bloody, inhuman and irresponsible. We must credit Israel with this new contribution to the English language.

Alas, we Arabs don’t like innovations in our language, the lingo of the Holy Koran. I remember Prof. Mustafa Jawad objecting to the use of ‘ the ship arrived to the shore of safety’, saying that this was a foreign borrowing. Arabs don’t travel on board ships but on the back of camels. I think both are wrong. If we want to keep up with time, which we should do, we should say the Mercedes arrived at the garage of the Russian mistress to signify a safe arrival.
Away from mistresses and Mercedeses, I think the use of Gaza as a euphemism for any inhuman and wanton act of brutality is quite reasonable and effective. Instead of calling Saddam Hussein’s attack on Halabja in Kurdistan as the Halabja massacre, you can call it as the Halabja gaza or the gaza of Halabja, and so on. The American administration of Iraq may be likewise described as the American gaza in Iraq. The frightful beating received by Um Jasim from her husband for her bad cooking of bamia is a terrible gasa wreaked on the poor woman.
Many other derivative words, verbs, adverbs, adjectives, present participles may be coined up from this root word ‘gasa’. Instead of reporting that the Egyptian police brutally attacked the demonstrators for supporting the Palestinians, it can be simply said that the police gasised or gasatised the demonstrators. A Saudi hit by the collapse of the oil prices would express his losses by beating his chest and moaning,’ By Allah, what a gasa I find myself in!’
‘Oh no, Abu Ahmad, don’t gastise your self so readily. This is only a small gasa which will soon pass with the help of Allah and our American friends.’
Religious prayers and incantations may likewise be enriched by the use of the new term. If you are going to a wedding party , you should congratulate the couple by wishing them well: ‘May the Almighty God bless you with so many male kids and spare you the experience of any unpleasant gasa throughout your long life.’ If it is a matter of a funeral or memorial gaza, you recite the sura of al-Fatiha and then give your condolences to the bereaved thus, ‘ So sorry my friends. May He the Almighty spare you any more gasa in your life.’

Days, months and years will pass and university students of literature and linguistics will hear their professors lecturing them: ‘ Gasatisis mentioned in the first line of the poem to signify extreme brutality is a word derived from the name of gasa, a terrible massacre wreaked on our ancestors during the Second Jahilia (idolatry) Epoch when a barbarian tribe attacked their town and massacred their women and children.’