Sunday 5 October 2008

من مكر النساء

من مكر النساء

شكرا يا عزيزتي سامية على تزويدي بهذه الحكاية الطريفة عن مكر النساء. و لكنني اعتقد ان اروع ما كتب في هذا الخصوص كانت القصة التي كتبها الكاتب الايطالي بوكاشيو.

امرأة عثرت على عشيق لها فاحتالت على زوجها و ارسلته في مهمة كاذبة الى بلد آخر. ثم جاءت بعشيقها . و بينما كان العشيق يمارس الجنس معها . سمعت طرقا على الباب. نظرت من الشباك و اذا به زوجها عاد لشيء نساه. بادرت الى إشغاله خارج البيت حتى يفرغ العشيق من عمله و يخرج. فقالت لزوجها من الشباك : حبيبي ها قد سقط مني خاتمي وانا افتح الشباك. ها هو ذاك هاتني به. سألها اين هو فراحت تعطيه التعليمات بيبنما كان عشيقها يواصل مهمته معها. راحت تقول :شوية الى الوراء ... بعد... بعد ...على مهلك ... على مهلك...شويه لليمين ... اصعد شوية لفوق... جيد جيد
... و هكذا الى آخره.
و راح زوجها يتبع توجيهاتها في البحث عن الخاتم الوهمي بينما راح العشيق يتبع نفس التوجيهات في نيك الزوجة الفاضلة و إرضاء رغباتها كاملة
و لا اشك في ان التوريات في الكلمات الايطالية تثير الضحك بشكل رهيب. اعجز عنه.

فتوى

مطلوب فتوى

انني اسكن في ومبلدن، تلك الضاحية البعيدة من وسط لندن. و عندما اعود بالقطار متأخرا في الليل و انا متعب من مشاغل الحياة، كثيرا ما كنت استسلم للنوم. و ما انطبق علي انطبق على كثير من الآخرين. يصل القطار محطة ومبلدن ، المحطة النهائية للخط، و نحن غارقون في النوم و يضطر الصاحي منا الى افاقتنا.
لم اكن نائما عندما لاحظت فتاة مسلمة محجبة وقد استغرقت في نوم عميق وقد توقف القطار نهائيا من سفرته. نزل الركاب دون ان يجرؤ احد منهم على ايقاضها. رأوها فتاة مسلمة محجبة و لم يشأ الانجليز ان يقحموا انفسهم في شؤونها. لم يبق غيري في العربة. خطر لي ان اسأل نفسي، هل سيعتبر الفقهاء وجودنا نحن الاثنين لوحدنا في هذه العربة خلوة صحيحة، ولا سيما بعد ان اطفأ سائق القطار انوار العربة و انصرف الى بيته؟ و مقولتهم تقول ، ما اختلى رجل بإمرأة الا و كان الشيطان ثالثهما.
و ما الذي كانت تفعله هذه الفتاة الشابة في سوهو ، منطقة الملاهي و المراقص و المباذل؟ ولكن بعض الظن إثم . لربما كانت تعمل خادمة في مطعم، او تبيع بطاقات اليانصيب في ساحة الطرف الأغر، او تحضر اجتماعا عن تحرير فلسطين.
اصبحت امام هذا الواجب وهو ان اوقض الفتاة من نومها قبل ان يأتي سائق آخر و يأخذ القطار لكراج القطارات و يقفل عليه. و لكنني تحيرت كيف اوقض هذه المرأة المسلمة؟ ذهبت اليها و ناديتها بالانجليزية. ولم تستجب. ناديتها بالعربية و لم تنفع. افترضت ان اسمها فاطمة فناديتها :" يا فاطمة ، بنتي فاطمة!" لم تستجب يظهر ان اسمها لم يكن فاطمة.
لم يبق غير ان اوقضها جسديا فأهزها من كتفها او ذراعها او اوكزها من صدرها. و لكن ماذا اذا استفاقت و راحت تصرخ " هلب! هلب!" و تتهمني بمحاولة اغتصابها و نحن في هذه الخلوة الصحيحة و هذه العربة المظلمة؟ وفي احسن الاحوال، هل ستفسر عملي ملامسة توجب الإثم؟ خطر لي ان اهز محفظتها التي مسكت بها. ماذا اذا استفاقت و نادت الشرطة واتهمتني بمحاولة سرقة مجوهراتها؟
الحقيقة انني وقفت مشدوها لا ادري ماذا افعل؟ مر بي كناس المحطة فقال : " دعها و شأنها ولا تتعب نفسك. هذي سكرانة. يا ما و يا ما!" اجبته : " لا يا رجل. هذه امرأة مسلمة لا تشرب الخمرة." هز كتفيه و مضى في طريقه و تركني في حيرتي.
اخيرا هداني الرحمن لهذه الوسيلة الحميدة. ان استعمل مظلتي في و كزها على كتفها حتى تستفيق. لا اعتقد ان لمس امرأة مسلمة بالشمسية او العصا يشكل إثم الملامسة. و نساؤنا على اي حال معتادات على العصا. فعلت ذلك واستفاقت الفتاة . فركت عينيها الكحيلتين وتمتمت بلهجة عراقية اصيلة: " الله يرضى عليك . و الله النوم اخذني و آني تعبانة."
حمدت الله على ما فعلت و قد هداني لاستعمال المظلة. فتذكرت حكمة الانجيز: " الجنتلمان المضبوط لا يخرج من بيته بدون شمسية." و لكن هل فكروا بهذا الاستعمال لها ؟
مشيت في طريقي الى البيت و انا يتملكني هذا السوآل . هل يعتبر الفقهاء مس امرأة مسلمة بطارف شمسية ملامسة توجب الحد و غسل الجنابة وتتطلب الاستغفار. وهذا سوآل سأكون شاكرا لمن يعطيني فتوى به. فأنا واثق بأنني سأواجه تكرارا لهذه المحنة و قد امتلأت ومبلدن بالمسلمين و المسلمات.