Sunday 16 May 2010

العالم 16-5-10

الولاء للأسماء

خالد القشطيني

تعرضت في مقالة سابقة الى موضوع تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي الى اسم آخر يتناسب مع ما تجدد من مناهجه و اساليب عمله. معظم من اصادفه في الغرب من قدامى الرفاق يميلون الى ضرورة تغيير اسم حزبهم القديم. يقولون هذا ما فعلته معظم الأحزاب الشيوعية في العالم. بيد ان احد اصدقائي تحداني في الموضوع ، قال ترضى انت يغيرون اسمك من خالد القشطيني الى بيتر كتكتوني لأنك انتقلت الى اوربا وغيرت مجرى حياتك؟ سوآل وجيه له ابعاد كثيرة. قلت له لم يعد اسمي الحالي ملكا لي لأستطيع تغييره. انه اسم قلمي. واذا غيرته فستتوقف هذه الصحيفة عن نشر مقالاتي. فالقراء كما اشعر لا يعبؤن بما اقول . يقرأون المقالة لأن عليها اسم خالد القشطيني، وهذا شأنهم مع اكلهم وشربهم ايضا. يفضلون الويسكي على العرق لأنه مكتوب عليه " ويسكي."
و لكن وراء تمسكي بأسمي بعدا آخر، وهو الحرص العربي و الاسلامي على الأسم. وهذه مشكلة اصبحت تواجه المغتربين. فمن اسرار نجاح اليهود عالميا استعدادهم لتغيير اسمائهم حسب ظروفهم الجديدة. كل اليهود تقريبا الذين نزحوا من العراق لى اسرائيل غيروا اسمائهم العربية. و كان من اول ما فعله اليهود المهاجرون من اوربا الشرقية و الوسطى الى بريطانيا و امريكا ان غيروا اسمائهم الى اسماء انغلوسكسونية نمطية حتى لم يعد بالأمكان معرفة اصولهم و جذورهم. الكثير من اليهود الوزراء و النواب في البرلمان في بريطانيا يحملون اسماء غير اسمائهم الاصلية.
نصحت زملائي العرب ان يحتذوا بذلك ليستطيعوا التقدم في مهنتهم، ولاسيما بالنسبة لمستقبل أولادهم، وخاصة بعد هجمة الاسلامفوبيا ( الخوف من الاسلام) . واجه بعض اقاربي في فرنسا مشكلة في التجنس عندما سألهم الموظف لماذا سميتم اولادكم بأسماء عربية و ليس فرنسية؟
و لكننا نواجه مشكلة هنا ، و بصورة خاصة بسبب القيمة الدينية. فلا يسهل على رجل بأسم سيد محمد علي ان يغير اسمه الى مستر جون مكسويل او يسمي اولاده بإسم هنري او فرانسس ، اليزابث او مرغريت. نصحت الجراح القدير سامي البنا ان يحذف حرفي التعريف من اسمه " ِal " حرصا على مستقبله. فهذان الحرفان يكشفان عن اصله العربي الاسلامي. فلا المرضى العرب يأتون اليه لأنه غير انكليزي مضبوط ولا المرضى الانكليز يأتون اليه خوفا ان يكون عنده قنابل في العيادة.
الاسماء تعني الكثير لدينا و نعتبرها جزء من شرف العائلة، نعتز بها و ندافع عنها. شعر الكثيرون بأنزعاج عميق من امر صدام حسين بحذف الألقاب من اسمائنا. و رفض كل اقاربي في العراق الانصياع لهذا الأمر. كتب شكسبير متسائلا على لسان جولييت : " ماذا في الأسم؟ فالوردة تعطي نفس الأريج مهما سميتها." و لكن شكسبير كان انكليزيا. لو كان عربيا لما استطاع ان يشم رائحة الوردة قط اذا سميتها بغير اسمها فقلت صونة او جيفة او جرّية، او اطلقت عليها اسما من الاسماء الطائفية التي تمقتها الطائفة الأخرى.

1 comment:

peace said...

مصادفة رائعة جداً أن أنقر على المدونة التالية لأجد نفسي عند القشطيني بذاته فركت عيني وفتحت فمي عندما قرأت قشطينيات إذن هذه مدونة خالد القشطيني أستاذ خالد لا تغير أسمك أرجوك وإلا ستضيع مني وأنا أتابعك في الأسبوعية وأسير خلف الاسم كما قلت تماماً والإسم شيء عزيز لا أعرف كيف يستطيع البعض تغييره وهو يعادل عندي التخلي عن الجنسية أما إذا كان تغيير الاسم لفترة محدودة ولظروف قاهرة جداً فلا بأس .

تحياتي لك .. صدفة جمبلة