Thursday 20 May 2010

العالم 20- 5 -10

فكاهات فكاهة البداهة

خالد القشطيني

من ظرافات الفكاهة صياغة امور بداهية بطابع الجد والحكمة . شاع من ذلك الكثير في مداعبات الكوميديين العالميين. و لكن لنا نصيبنا منها. كيف لا؟ و قد اسمعنا صدام حسين و قادة البعث نماذج عجيبة منها. بل و اسمعنا الكثير من نوابنا شيئا منها. وما زلنا نسمع. و لكن شعرائنا لم يقصروا في ذلك. برع منهم ابن سودون في كتابه :" قرة الناظر و نزهة الخاطر." وكان شخصية هزلية مرحة ترك لنا آثارا ضاحكة منها المعروف و منها المغمور على سبيل التقرير البديهي للبديهيات من نوع " و فسر الماء بعد الجهد بالماء." من انتاجه القصيدة التالية من هذا الغرار حفظناها في طفولتنا من باب ادبيات الأطفال:
عجب عجب عجب عجب بقر تمشي و لها ذنب
و لها في بزبزها لبن يبدو للناس اذا حلبوا
لا تغضب يوما إن شتمت والناس اذا شتموا غضبوا
من اعجب ما في مصر يرى الـــكرم يرى فيه العنب
و النخل يرى فيه بلح ايضا و يرى فيه رطب
او سيم بها البرسيم كذا في الجيزة قد زرع القصب
زهر الكتان مع البلسا ن هما لونان و لا كذب
و قناطر ام الخمس بها ماء في الحفرة ينسرب
و الخيمة قال الناس اذا نصبت فالحبل لها طنب
و المركب مع ما قد وسقت في البحر بحبل تنسحب
البيض اذا جاعوا اكلوا و السمر اذا عطشوا شربوا
و الناقة لا منقار لها و الوزة ليس لها قتب
لابد لهذا من سبب حزّر فزّر، ماذا السبب؟
الم اقل؟ تقرأ هذه الكلمات فتتصور انها جزء من خطبة لأحد قادتنا السياسيين. و كذا اقول بالنسبة لقصيدة ابن سودون الأخرى:
اذا ما الفتى في الناس بالعقل قد سما تيقن ان الأرض من فوقها السما
و إن السما من تحتها الأرض لم تزل و بينهم اشياء إن ظهرت ترى
و اني سأبدي بعض ما قد علمته لتعلم اني من ذوي العقل و الحجا
فمن ذاك ان الناس من نسل آدم و منهم ابو سودون ايضا و إن قضى
و ان ابي زوج لأمي و انني انا ابنها، و الناس هم يعرفون ذا
و كم عجب عندي بمصر وغيرها فمصر بها نيل على الطين قد جرى
و من عجائب الشاعر قوله:
البحر بحر و النخيل نخيل و الفيل فيل و الزراف طويل
و الارض ارض و السماء خلافها و الطير فيما بينهن يجول

No comments: