Saturday 8 May 2010

العالم 8-5-10

المرأة بين الزلزال و البركان العالم 8-5-10

خالد القشطيني

نعم ، كنت اتصور المرأة تثير بركانا في قلوب الرجال و تزلزل عقولهم، و لكنني لم ادرك انها تفعل ذلك ايضا بالكرة الارضية. وهو ما قضى به الرئيس احمد نجاد في قوله بأن تبرج النساء في ايران ادى الى اصابة طهران بالزلزال. قال ذلك على هامش البركان الذي دك ايسلاندا و سبب توقف النقل الجوي. لا شك ان متدينين اصوليين آخرين قد فسروا ايضا انفجار هذا البركان كعقوبة من الله تعالى على شيوع لبس المني جوب بين الفتيات. زج الخالق في تفسير هذه النكبات الطبيعية شيء قديم و مازالت تمارسه سائر الشعوب ، او على الأقل المؤمنون منها. كانت والدتي رحمها الله تفسر احمرار سماء بغداد اثناء العواصف الترابية ( الطوز) فتقول انها دماء المسلمين الذين يقتلهم الكفار في مكان ما من العالم. وهو تفسير مقبول عندي. فهو اشارة لما يعانيه المسلمون ، و إن كنت اميل للآعتقاد بأن من كان يقتلهم هم ليس الكفار و انما حكامهم الوطنيون و اخوانهم في النضال.
وعلى خلاف ما قاله احمد نجاد، لم تشر والدتي الى مسؤولية المرأة عن احمرار سماء بغداد. لم تقل مثلا انه دم بكارات الفتيات الفاسقات. المعتاد هو ان تتحمل المرأة المسؤولية عن كل ما يصيب الكرة الارضية.
تعرضت مدينة لشبونة في القرن الثامن عشر الى زلزال مشابه لما اصاب طهران و مات فيه مئات من البرتغاليين. عزت الكنيسة الكاثوليكية وقوع ذلك الى الفسق الذي عشعش في البلاد و استدعى تدخل الرب للأنتقام من الناس. و اصبحت تلك التهمة مناسبة لفولتير لشن اكبر حملة فلسفية على الكنيسة. فلو ان الرب بحكمته و عدالته صب غضبه على المسؤولين و المسؤولات عن الفسق و الفساد و التبرج لتقبلنا ذلك. و لكن كيف يمكن لرب رحيم ان يفتك بأطفال و شيوخ عجائز و مرضى مقعدين عن ذنوب لم يشاركوا فيها؟ كيف نندد بالأسرائيليين لقصفهم غزة و قتل عشرات الاطفال الابرياء فيها ثم نشكر الله على فعل نفس الشيء في طهران و لشبونة؟
و مع ذلك ، أستطيع ان افهم غضب الرب على طهران لفسادها و فسقها. و لكنني لا افهم مطلقا ان المرأة هي المسؤولة عنه بإغرائها للرجل. فمن تجاربي الطويلة في دنيا الحب و الهوى ، لم التق بأي امرأة ، من شتى القوميات و الجنسيات و الاديان و الأعمار ، تولت هي مسؤولية اغرائي. الرجل دائما هو الذي يغري المرأة . وهذا جزء من سنن الطبيعة ، سنة بقاء الأصلح . الرجل يهجم و المرأة تقاوم. تحميل الانثى المسؤولية عن الفسق من ابشع الافتراءات الذكورية. لماذا نعيب على الفتاة تجميل و تعطير نفسها و لا نعيب ذلك على الشاب الذي يقضي نصف ساعة يوميا في حلاقة وجهه و شواربه و تجميل هيئته، و الوقوف في الشباك و رأس الدربونة يعاكس كل من تمر؟ لماذا لا نحمله مسؤولية اغراء بنت الجيران؟

No comments: