Saturday 27 March 2010

العالم 27-3-2010

القتل غسلا للعار

خالد القشطيني

عندما تقل مصادر الطعام و الشراب فيتركز الفقر و الجوع،كما في الشرق الاوسط، يضطر المجتمع لتقليل عدد الافواه الجائعة ، اي السيطرة على النسل . و يتم ذلك بتصفية البعض بالحرب و القتل و كذلك بتخفيض عدد الولادات ، اي بمنع المرأة من الحمل حيثما امكن. هكذا ظهر نظام الزواج و ربطه بشروط قاسية و منها المهر و اثبات المقدرة. و جرى تحريم الجنس خارج اطار الزوجية. عمدوا في الهند الى حرق الزوجة مع زوجها المتوفى. في الجزيرة العربية ، التجؤا الى وئد البنات. لا خوفا على الشرف كما قالوا لنا و انما لتقليل احتمالات الحمل والولادة. من هذه الوسائل ايضا، ربط الجنس بالفلوس. بحيث لا يحصل على الجنس بالحلال او الحرام غير من يستطيع دفع الثمن.
اضافوا الى هذه الوسائل اللواطة في بعض المناطق. فهي لا تؤدي الى زيادة النسل. شاع ذلك في قوم لوط حتى هدد بانقراض النسل كليا فأضطرت ابنتا لوط الى تسكير ابويهما ليواقعهما كيما تحبلان و تنجبان. فقال الشاعر:
مغناك ملتهب و كأسك مترعة فاسقي اباك الخمر واضطجعي معه
قومي انزلي يا بنت لوط الى الخنى و ازني فأن اباك مهد مضجعة
حرم الاسلام وئد البنات. و لكن رخاء الامبراطورية الاسلامية عوض عن الحاجة للسيطرة على النسل. عاشوا في خير و امتلكوا الجواري و شاع الحب و العشق و وصلت نفوس العراق نحو ثلاثين مليون نسمة. ولم يقتل احد امرأة غسلا للعار. الأكل متوفر.
غير ان تدهور الاحوال الاقتصادية و تعاظم الفقر و تكرر المجاعات اعاد مشكلة السيطرة على النسل. اهتدوا لفكرة منع الجنس خارج اطار الزوجية و ربطوا الزواج بالمهورالعالية و كفائة الزوج . و من تخرج عن الطريق تقتل. انها الآن مسألة شرف القبيلة. مسألة العار.
لا ينثلم شرف القبيلة عندما يلاط بغلام من اولادهم. المفروض ان يكون ذلك اكثر عارا و خزيا. و لكن القبيلة تغض النظر عنه. لماذا؟ لانه لا يؤدي الى زيادة النسل. لا نقرأ في الجرائد قتل غلام او امرأة سحاقية غسلا للعار ، رغم شيوع الشذوذ المثلي في عموم العالم العربي. القتل غسلا للعار يتعلق فقط بالمرأة الزانية.
ما الذي سيحدث الآن وقد ظهرت حبوب منع الحمل و غشاء البكارة الصيني الذي يباع الآن في القاهرة بأرخص من سعر الطعمية؟
ستقلب حبوب منع الحمل مسيرة المجتمع حول العالم. فمن اسباب سيطرة الرجل على المرأة عبر العصور انه كان بيده مفتاح رحمها، يجعلها تحمل او لا تحمل بأرادته. و لكن هذه القدرة انتقلت اليها الآن. اصبحت هي التي تملي عليه متى تحمل او لا تحمل. ، متى يستطيع ان يحصل منها على ولد او لا يحصل. و اعتقد ان هذا التحول سيغير العلاقة بين الرجل و المرأة . و من يدري ربما ندخل في مرحلة جديدة من مراحل مجتمع المرأة. فتكون هي المسؤولة عن شرف القبيلة و تأمر بقتل الرجل غسلا للعار!

No comments: