اعمل ثم اسأل
قدر لي في احد المؤتمرات العالمية عن حل النزاعات ان اجلس لاتناول العشاء قدام استاذة من الدانمرك، معروفة بخبرتها في لم التناقضات و حسمها. و كذا في الواقع كانت هيئتها. كان شعرها اسود فاحما تركته يسترسل على ظهرها و كتفيها. و مالت بشرتها الى سمرة خفيفة . ويظهر انها كانت تعتز بهذه المسحة الخمرية فكشفت عن كل ما يسمحون به من الكشف عن الصدر و النهدين. تجاوبت هذه السمرة مع لون عينيها الغامق وقد جنحت خطوط اجفانهما الى الارتفاع و الزوغان ، على نحو ما نجده غالبا في اعين الصينيات و اليابانيات. و لكنها جمعت كل هذه الصفات بشكل جميل يغري الناظرين على ارتكاب الكبائر.
سرعان ما بدأ النقاش و الحديث المهني عما في العالم من منازعات و مشاكل فانطلقت من جانبي في الاستفاضة عن آخر مستجدات النزاع العربي الاسرائيلي . وبينما رحت اخوض في الموضوع، قاطعتني السيدة الدانمركية بهذا السوآل: " هل انت متزوج؟"
تعجبت من سوآلها و ازددت عجبا في الطريقة العشوائية و الهجومية التي القت بها سوآلها. اعطيتها الجواب الموضوعي في الأمر . نعم و لي ولدان.
استئنفنا الحديث و انتهينا من تناول عشائنا و انصرفنا لتناول القهوة و تدخين السكائر في الصالون. تبسطنا في الكلام و راح كل منا يروي نتفا من تجاربه و حياته الخاصة و العامة. التفت اليها وقلت : " دكتورة ، هل انت دانمركية حقا و حقيقة؟"
" نعم. مائة بالمائة. كان والدي ضابطا في البحرية الملكية و خدم في الاسطول الدانمركي اثناء الحرب. و والدتي من اسرة اشتراكية دانمركية اصيلة . وعندنا في البيت شجرة العائلة لكل من الوالدين. و ليس فيها اي شخصية غريبة عن الجنس الدانمركي الاسكندنافي الأصيل. و لكن لم سألتني هذا السوآل؟"
" اوحت لي سيماء وجهك و شكل عينيك بوجود دم اسيوي في عروقك. فالمتوقع في المرأة الاسكندنافية ان تكون بشرتها ناصعة البياض و شعرها اصفر ذهبي و عينها زرقاء فاتحة. وليس فيك اي شيء من ذلك."
" هذه من مصادفات الطبيعة و مروقاتها. و لكنني اؤكد لك اصالة انتمائي الدانمركي."
عدنا الى مواضيع الساعة و انتقلنا من مشكلة الشرق الأوسط الى مشاكل المسلمين في اوربا و احتمالات تحولهم الى اكثرية في العديد من البلدان الاوربية و اختلاطهم بالسكان الاصليين و نحو ذلك. " الكثير منهم اخذوا يتزوجون و ينسلون من نساء اوربيات.
كانت الساعة قد اقتربت من منتصف الليل، و بعد ان احتسينا آخر قطرة من اقداحنا نهضنا للأنصراف ، كل الى غرفته في الفندق. وجدت نفسي اسير بجانب الاستاذة ذاتها عبر ممرات الفندق حتى اذا اقتربنا من باب حجرتي و هممت بتوديعها بكلمات تصبحين على خير، مسكت بي من ذراعي و عادت فألقت علي نفس السوآل : " قل لي! لمذا سألتني هل انا دانمركية اصيلة؟ "
" سيماء وجهك. و شيء آخر. "
" ماذا؟"
" المرأة الدانمركية الاصيلة لا تسأل الرجل اولا هل انت متزوج. و انما تذهب معه الى الفراش و تتنايك معه اولا و عند الصباح تسأله هل انت متزوج و زوجتك تنتظرك؟"
Tuesday, 24 August 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment