Thursday 11 June 2009

لا زهد في الحب

الشعراء في اخوانياتهم

انقطعت منذ امد عن هذه السلسلة " الشعراء في اخوانياتهم" و التي تفضل صديقنا الشيخ عبد المقصود خوجة بنشر مجموعة مختارة منها . وقد اغفلت هذه السلسلة بصورة خاصة منذ انتقال فارسها الاول الدكتور الشاعر غازي بن عبد الرحمن القصيبي من لندن ، بيد ان إطلاعي على ابيات رقيقة من صديقي الشاعر العراقي زاهد محمد زهدي رحمه الله اعطاني نفسا للرجوع اليها . و ابو عمار شاعر معروف بأشعاره الاخوانية حضيت منها بالكثير. و له ديوان كامل و ضخم فيها بعنوان "الاخوانيات ".
حدث ان زارت بيته اديبة شاعرة لم يذكر اسمها ، فلم تجده في بيته. اخرجت دفترها و كتبت له هذ الاشعار و دستها له تحت الباب:
لقد اتيت صباحــا لكنكم لم تكونـوا
في الدار، يا بؤس حالي فاضت بقلبي شجون
خلفتمونــي لوحدي تبكي عيوني عيون
راض انا ما رضيتم و القلب مني حزين
إن لم تجودوا بوصل فإنني لا اكون !!
فداركــم دار ليلى و إنّي "المجنـون"
" تبكي عيوني عيون" من ابدع ما قرأت من الجناس والتورية. تبشر بشاعرية فريدة.
ما ان عاد الشاعر لبيته مساء ووجد القصاصة وراء الباب، حتى اسرع لمكتبه و خط لها هذه الابيات الاخوانية مداعبا . خف الى دار الشاعرة الشابة ، و كما فعلت فعل. دس القصاصة تحت باب بيتها و انصرف:
ابدلتِ حالا بحال فكان ما لا يكــون
فأنت "ليلى" و إني بحبــها " المجنون"
بكل شـيء غريب من حالها مفتون
بحزنها و شـجاها تبين عنه العيــون
بشعرها وهو يجلو ما بالفوآد دفيــن
بسرها تحتويــه خلف الضلوع حصون
لكنــه في ثنايا حلو الحديث يبيــن
قالت غزا القلب حب فـي بيتكم مرهون
و أنها في هوانـا " قيس" رماه الجنون
فقلت: يا رب دعها تزدد هوى... آمين!

No comments: