Saturday 1 November 2008

على اليمين و على الشمال

يمينا ام يسارا والحب واحد

فيما كنت اعاني من إصابة في ذراعي اليمنى إثر حادثة وقعت لي في احد الباصات العمومية، دعتني السيدة فيرونيكا لحفلة عشاء اقامتها في بيتها بمدينة غيلفورد بجنوب انكلترا. اعتذرت و اشرت الى إصابتي و تعطل يدي بما يمنعني من قيادة السيارة من لندن الى بيتها هناك.
" ولا يهمك. انا آخذك بسيارتي من بيتك في لندن و اعيدك اليه بعد الحفلة. لابد من مجيئك فهناك كثيرمن الاصحاب يريدون التعرف بك."
لم يبق لي اي عذر فشكرتها و اطعت. اجلستني بجانبها في سيارتها الفوكسول و انطلقنا على بركة الله. و في الطريق خطرت لي خاطرة فقلت: " فيرونيكا، هذه اول مرة تأخذينني فيها جالسا بجانبك في سيارتك." ضحكت و اضفت فقلت: " انا اعرف السر! تعرفين ان يدي مكسورة اليوم فتستطيعين ان تطمئني على نفسك منها!"
انفجرنا ضاحكين. بيد ان وجه السيدة الفاضلة عاد فتهجهم. قطبت حاجبيها و قالت: " هذا اخطر. فبيدك الجريحة، لن استطيع دفعها و اردها مغلولة الى عنقك بدون ان اوجعها و ربما اتسبب بكسرها ثانية!" انفجرنا ضاحكين مرة اخرى و السيارة تعدو بنا. " و لن انسى ان عندك يد اخرى صحيحة على شمالك!"
وصلنا مدينة غيلفورد اخيرا دون ان نتوقف في الطريق غير مرة واحدة في غابات ساري. فتحت لي باب السيارة و اقتادتني الى حمام البيت مباشرة.
" يا الله ادخل يا ملعون! اغسل يديك بالصابون جيدا قبل مصافحة الضيوف!"

-------------
قرأ الشاعر السلامي هذه الخاطرة فبعث الي بهذه المقطوهة من شعره و قال: أعذب الشعر أكذبه و الكثير منه توارد خواطر!
لم أدر مافعلت يداي
تركتها في الحب ترتع
هذي تعاليم هواي
انظر إذا ما الحب يبدع
فبدأت أعبث بالخفاياب
الصدر !! عند الصدر أركع
لكنني جزل العطايا
فأردت غيرالصدر ألسع
أمسكت فتان الثنايا
فخدوده أشهى وأمتع
ذاك الذي تهدي الصبايا
لحبيبها والناس هجع
ثم استدرت إلى القفايا
ولبابها الخلفي أصفع
لكنه يخفي النوايا
إذا ما جسته راغ !! تمنع
وأردت أكمال الهدايا
فوقفت وسط الغاب أبدع
أكملت مافعلت يداي
وضممتها مثنى وأربع
وتركت جلاب الخطايا
في جسمها يمضي وينزع
يا من يلمني في هواي
هذا الهوى هيا فأقلع
===================

1 comment:

Anonymous said...

شكرا أستاذنا الرائع على وضع إسمي في مدونتك وما أنا إلا من قرائك الذين يعدون بالملايين وقد أعجبتني مقالاتك الطريفة فأضفت متطفلا من عندي هذه الأبيات في مقال"الفنانون في أخوانياتهم" وفي مقال "على اليمين وعلى اليسار"
وكا قلت فالحب واحد, أدام الله عليك وعلينا ثوب الصحة والعافية ومتعك ومتعنا بطول العمر وراحة البال.

مفيد السالمي