Saturday 1 November 2008

الفنانون في اخوانياتهم

الفنانون في اخوانياتهم

كنت مع رهط من الشباب و التلامذة العراقيين في مقهى دينوس بلندن عندما وقع نظري في ايام دراسة الرسم على فتاة حسناء من ويلز. استهوتني بجمالها و تقاطيع وجهها . كانت لها عينان ليست زرقاوين كعيون الافرنج ولا سوادوين كعيون المشرق. كانت عيناها على خضرة فاتحة كخضرة الدولار ، يهيم بها المفلس و المثري. لاحظت نظراتي الشرهة نحوها فافترت عن ابتسامة باهتة حالمة ذكرتني فورا بابتسامة الموناليزة الشهيرة. حييت ابتسامتها بمثلها ثم استأذنت للإنضمام اليهاحول مائدتها الصغيرة و الفقيرة. ناديت النادل ليأتينا بفنجاني قهوة و كعكة كروسان . ثم اعربت لها عن شدة إعجابي بجمالها و هيئتها. انتهزت الفرصة فدعوتها الى البيت لأرسمها. يظهر انها تخوفت مما وراء الأكمة فاعتذرت و قالت ، يمكنك ان ترسمني هنا في المقهى اذا شئت. و عجزت من جانبي في إقناعها بحسن النية وشرف الاسلام و العروبة. نفضت يدي اخيرا من الموضوع. دفعت عنها فاتورة القهوة و الكرسان وانصرفت. بعد بضعة ايام استلمت هذه القصيدة من احد الحاضرين لم اعد اتذكر اسمه . دونت القصيدة واهملت تدوين اسم القائل. وقد ارخ فيها الزميل تاريخ الواقعة ، إذ قال:

لفاتنة من البيض الحســـان
من الولش الغواني لست تدري
بهن المحصنات من الزواني
"هلمي ارسمنك غدا." فقالت :
غداة غد ، وفي المقهى الفلاني
فقال: بمرسمي حيث اسـتتمت
زيوت الرسم و الورق الثخان
فقالت لا و من اعطـاك عقلا
و علمك التحايل في البيان ،
اداة الرسـم تجعلها سـلاحا
تدك به فرج الحســان
و اعرف كل ما تبغيه مني
نزول لباسي عن ذاك المكان

و كان يوما من ايام خلت و فاتت

قرأ فنان شاعر آخر القصيدة اعلاه فأوحت له بالابيات التالية انقلها منه شاكرا:

رأيت مليحة وقفت ببابي
وطار لها من الحسن صوابي
وقفت مرحبا أهلا وسهلا
وفز الوغد من بين الثياب
تعالي فاشربي خمرا و بيرة
فردت بابتسام باقتضاب
فقلت لها وقد هاجت أموري
أنا بيكاسو وهذا الفن بابي
سأرسمك شبيهة موناليزا
بألون وألواح عجاب
سأدعوك لبيتي باحترام
لأرسم كاعبا هزت شبابي
فردت يافتى اللوحات مهلا
لتبدي عينها كل ارتياب
طريقك قاصدا رسمي لجسمي
وذاك الوغد يسري وسط بابي!
============

No comments: