Sunday 27 July 2008


السادات يفتح الباب للظرفاء
يرجى ملاحظة ان هذا الموقع مجلة شهرية تضاف اليها مادة جديدة في اول كل شهر)
من مساويء السخرية السياسية العربية التعرض للحكام و الساسة عن طريق التعرض لنسائهم. إنه جزء من هوسنا
بالجنس و شرف المرأة. وهو في الواقع ما نسمعه باستمرار في ممارسات الشتم الشخصي ، فلان ابن القحبة... او اخ الشرموطة... وهو ما لم يسلم منه حتى المتنبي عندما هجا ضبة العتبي بالتعرض لشرف امه
ما انصف القوم ضبة
و امه الطرطبـــــة
و ما عليك من العا
...ر أن امك قحبة
ما ضرها من اتاها
و إنما ضر صلبه
و في العصر الحديث عمد الظرفاء الساخرون الى حبك النكات السياسية عن هذا الطريق. وهو ما فعله بيرم التونسي في التعرض لملك مصر عندما هاجم الملكة نازلي بأنهم زوجوها سترا عليها بعد فقدان بكارتها
الوزة من قبل الفرح مذبوحة
و السكة من قبل النظام مفتوحة
و لما قالوا تزوجت المفضوحة
قلت اسكتوا، خلوا البنات تتستر!
مما ينبغي ملاحظته في هذا الصدد، ان اي احد من الظرفاء لم يجرؤ على التعرض للرئيس عبد الناصر من هذا الطريق المشين ، رغم كل النكات و التقليعات التي رووها عنه. وهذا مؤشر بدون شك الى مدى الاحترام و التقدير الذي كنه القوم له في قلوبهم.
و بالطبع تحاشى سائر مؤرخي النكتة السياسية العربية الخوض في هذا المستنقع
، وهو ما سيفعله هذا الكاتب ايضا.
بوفاة رائد القومية العربية، وارتقاء انور السادات لدست الحكم، انفتح الطريق للمنكتين ليقولوا ما يقولوا. صدق ذلك بصورة خاصة على مرحلة الركود التي سبقت حرب عبور القناة و تحرير سيناء. لاحظ الظرفاء ذلك الركود و الجمود فقالوا ان ام كلثوم و عبد الحليم حافظ و نجوى فوآد و انور السادات ذهبوا لحضور حفلة كبيرة. بالطبع لم يأت اي منهم ببطاقة دعوة. فطلب البواب منهم اثبات هويتهم و دعوتهم. قالت سيدة الطرب العربي انا ام كلثوم. قال لها اثبتي ذلك. فغنت له قفلا من البردة. قال نعم . هذا يكفي. انت ام كلثوم، تفضلي. جاء دور عبد الحليم حافظ ففعل مثلها و غنى "ظلموني". فقال له، ايوه. ده انت لازم تكون عبد الحليم حافظ، تفضل. جاء دور نجوى فوآد. قال لها اثبتي انك كده. فهزت له بطنها راقصة ، فقال ، ايوه . انت لازم تكونين نجوى فوآد. مفيش مصرية تهز بطنها زيك. تفضلي. اخيرا جاء دور انور السادات. قال له اعمل حاجة تثبت انك انور السادات. فحك سيادة الرئيس رأسه مفكرا و قال: اعمل ايه؟ مش عارف اعمل حاجة. فقال له الشاويش، " آه. ده انت صحيح لازم تكون انور السادات."
عزوا ذلك لجهله فقالوا : العلم نور و الجهل انور.
حاول الرئيس السادات ان يحترم التراث الناصري و يدعي مرارا بأن حكمه استمرار للناصرية الاشتراكية. قال انه ماشي على خط اخويه في النضال عبد الناصر. فعلق الظرفاء و قالوا : " ايوه! ماشي على خط عبد الناصر باللاستيكة( المحاية)." و لكنه في الواقع كان يحفر تحتها و يقلم اظفارها شيئا فشيئا. وصل بسيارته الى مفترق طرق، فسأله السائق ، يا سيادة الرئيس امشي من فين؟ اروح عاليسار او عاليمين؟ فسأله السادات ، لو كان صديقي عبد الناصر الله يرحمه كان هنا ، كان يأمرك تمشي بأي اتجاه؟ اجابه السائق ، مفيش سوآل. كان يأمرني افوت عاليسار طوالي. فقال السادات:
" طب خلاص، حط الاشارة عاليسار و فوت عاليمين!"
و كالعادة لم تسلم زوجته من لسان الساخرين. قالوا انها رأته يوما حزينا كئيبا فحاولت ان تخفف عنه. و راح هو من جانبه ينعى تلك الايام الحلوة ، ايام الغرام و الشباب ، يوم كان يغازلها و يراودها على شواطيء النيل. قالت له " خلينا يا حبيبي نستعيد تلك الايام. خلينا نروح عالنيل متسترين و نعيد ايامنا. "
فعلا ذلك و جلسا في السيارة يتبادلان الغرام على نهج تلك الايام. مرت دقائق و اذا بعسكري يفاجؤهما و يحاول اعتقالهما بمخالفة الآداب العامة. توسل به السادات ان يعفو عنهما خوف الفضيحة. " ده نحن ناس معروفين في البلد." فقال له العسكري: " معلهش! انت باين عليك انسان ابن حلال و شريف. انت روح. لكن البنت دي لازم اسجل عليها مخالفة. اهي تجي كل ليلة هنا و تعمل كده مع راجل ثاني
00000000000000

3 comments:

حمود الباهلي said...

تملك قلاما ساخراً


تحياتي .. أستاذ خالد

saminkie said...

لقد تفاجات اليوم استاذ خالد القشطيني بهذه المدونة الجميلة.... شكرا لك....
أنا سامي من العراق، معجب بكتابات حظرتك التي تبدو من أصالتها وسلاستها، كماء العيون الصافي البارد الذي يشفي غليل قيظ ابناء وبنات بغداد الراجعين ظهر كل يوم آبي لبيوتهم تسومهم الشمس الحبيبة بقبلاتها الحارة فتكتوي افئدتهم ويجف ريقهم.... شكرا لك...

Anonymous said...

الأستاذ القدير / خالد

تفاجأت بمدونتك كما هو الحال مع أغلب زوارها الكرام، لك قلم جميل وساخر وبه طعم عراقي لاذع.

يشرفني أن أدعوك إلى زيارة مدونتي والإطلاع على محتواها، كما يسرني أن أسمع وجهة نظرك بها ونصائحك وتوجيهاتك الكبيرة

http://iraqielhawa.blogspot.com

أنا أنتهج أسلوب القصة القصيرة ذات المدلولات والإسقاطات، والمقال الساخر القصير أيضا.

كن بود وكل عام وأنت بخير
عراقي الهوى