Monday 6 April 2009

كلب ابن حلال

الكلب السياسي
تستعمل الشرطة الكلاب في تقفي آثار المجرمين واكتشاف المخدرات، واخيرا في اكتشاف المتفجرات ايضا، هذا بالاضافة الى استعمالها في
حراسة الابنية. وسمعت بأن بعض المزارعين يستعملون الكلاب ايضا في حراسة شرف نسائهم، فعندما يخرج الرجل للعمل يطلق الكلب في البيت، فلا يجازف اي عاشق ولهان بالاقتراب. وكثير من النساء الاوروبيات يفضلن تربية الكلب على عشرة الرجال، مثلما تفضل كثير من نسائنا الاصغاء للتلفزيون على الاصغاء لازواجهن واولادهن. و ازواجهن اصبحوا يفضلون التفرج على كرة القدم بدلا من الاستماع لمن يسمونهم بالخبراء عى القنوات الفضائية. هذا كل شيء اعرفه، ولكنني اكتشفت ايضا ان بالامكان استعمال الكلاب في الكشف عن كذب السياسيين ومكرهم وسوء نيتهم.
لا بد ان القارئ لاحظ كيف ان الكلب ينبح ويهجم على احد المارة ولا يتعرض لمار آخر. انا مثلا لم ينبح عليّ او يهاجمني اي كلب في حياتي، والسبب هو ان الكلاب بغريزتها تدرك انني رجل مسالم واؤمن باللاعنف ومبادئ غاندي، فتتركني وتهز ذيلها لي. وبالمناسبة، هل سمعتم عن اي كلب هجم على غاندي؟ كلا، مات غاندي برصاص احد بني الانسان، واحد من الاصوليين المتدينين.
ما حملني على الاعتقاد بأن الكلاب تستطيع الكشف عن زيف الزعماء ورجال السياسة هو القصة التي سمعتها عن فنغال الذي احيل الى المحكمة في ارلندا لقيامه بعضّ احد الساسة المحافظين و العنصريين. دافعت صاحبته عنه بقولها: انه كلب مسالم تماما ولم يسبق له ان عض اي احد، ولا نستطيع ان نفهم لماذا هجم على هذا الرجل حالما بدأ بإلقاء كلمته.
كلا لم تفهم لماذا. ولكنني استطيع ان افهم، لقد عض هذا الرجل اثناء القاء كلمته عندما شعر بأنه كان يكذب ولا يضمر لارلندا و شعبها غير الشر ولا يتسلم الحكم حتى يضع ضريبة على مأكولات الكلاب ويأمر بربطها بسلاسل حديدية وتكميم بوزها بشبك معدني و حشرها مع معاقل اللاجئين العراقيين. شعر الكلب بكل ذلك فهجم عليه وعضه. ومن يلومه؟ لو كنت انا ايضا بين المستمعين لعضضته.
حملتني هذه الحادثة وما اعرفه عن سلوك الكلاب للاعتقاد بأن بالامكان استخدامها في كشف زيف الزعماء والقادة، وهو أمر مهم بالنسبة للعراق الآن، حيث تفاقمت الاكاذيب والادعاءات والاتهامات والوعود الواهية، بحيث لم يعد بالامكان التفرقة بين الصدق والكذب، و الحلال و الحرام. الحل الوحيد هو ان يستورد العراقيون هذا الكلب الالمعي فنغال ليساعدهم في المهمة. وطالما يتناقش القوم في هذه الايام بشأن تعديل الدستور ، فأعتقد ان من المناسب اضافة مادة خاصة باستشارة الكلاب و استعمالها في الكشف و التمييز بين الصادق و الكاذب منا. و اقترح في هذه المناسبة اولا التعاقد مع الكلب فنغال المتمرس في عض الساسة للقيام بهذه المهمة. الخوف الوحيد هو ان الكلب فنغال قد يتبع نفس الاسلوب الذي اتبعته الشركات الامريكية فيتعلم منها اساليب الفساد و يتعاقد من الباطنمع كلب عراقي بعشر الاجرة و تفسد العملية ، بل و تفسد ايضا الكلاب العراقية البريئة .

No comments: