Thursday 11 December 2008

بين الحلال و الحرام

فيروز

كانت فيروز فتاة مغربية فاتنة امامها مستقبل بارع يبشر بالخير. كان لها وجه جميل فاتح السمرة و قامة رشيقة و مديدة . اضف الى ذلك صوتها السحر و قدرتها على الغناء و العزف على العود. حاولت مساعدتها في امتهان حرفة الغناء و الموسيقى ولكن محاولاتي باءت بالفشل مع الاسف. لم تساعدني الاقدار على ما بذلت من جهد. عرفتها بشتى العاملين في ميادين التلفزيون والراديو والكباريهات ، ولكنهم جميعا اكتفوا بمضاجعتها والتمتع بجسمها ثم طردها من بيوتهم عند الصباح بدون اي شيء في يديها بعد كل ما قامتا بها ليلا في الفراش. توصلت اخيرا الى هذا الاستنتاج. اذا كان ذلك هوكل ما حظيت به ، فلم لا تقبض عليه اجرة على الأقل. و هكذا انظمت لجموع المومسات العربيات العاملات في شارع اجوير رود بلندن.
لم تتوقع اي مرود نقدي مني، فانقطعت عني وانتهت علاقتها بي. ولكنني تمنيت لها الموفقية في مهنتها الجديدة ونصحتها بالتوفير مما تكسبه من ايام شبابها وحفظه لأيام مشيبها. مرت الاشهر والسنوات وكسبت ووفرت فعلا الكثير وانا بدوري تقدمت في عملي الصحافي و اصبت شيئا من الشهرة والشعبية. بيد ان شيئا غريبا اخذ ينغص حياتي في مكالماتها المتأخرة ليلا ، غالبا بعد منتصف الليل، وانا بجانب زوجتي.
" آه خالد حبيبي، كيف احوالك؟ ما سمعت منك من مدة طويلة. نشرت شي كتب جديدة؟ ... اوه يا ملعون. عندك كتاب جديد و ما اهديتني نسخة! ح تخليني ابكي والله! نسيتني. ما بقيت تحبني."
و هكذا كانت فيروز تستمر لدقيقتين او ثلاث بهذه الكلمات الظريفة و المزعجة بعين الوقت قبل ان تسلم علي في الاخير وتدعو لي بليلة هانئة على طريقة المغاربة " بالسلامة". و بتكرر هذه الندائات الليلية المتأخرة ، رحت اتسائل في امرها واستغرب من شأنها. لماذا تخابرني دائما في مثل هذه الساعات المتأخرة ليلا، و كثيرا ما توقضني من النوم؟
لم استغرق كثيرا من الوقت حتى توصلت الى هذه النتيجة. اكتشفت انها كانت تعمل دائما هذه المكالمات عندما تكون في خدمة احد اغنياء وامراء الخليج. لقد نلت بعض الشهرة و الشعبية بينهم ولا سيما بفضل كل ما اكتبه عن النساء والجنس والحب والغرام.
" اوه حبيبتي، انت تعرفين خالد القشطيني؟ هذا الكاتب العظيم . تصوروا! شلون عرفتيه؟ منو عرفك به؟ " ما ان يقولوا ذلك حتى تهرع للتلفون وتعمل لي نداء وتكرر نفس الكلام عن اهمالي لها وعدم إهدائها كتابي الأخير. يسمعون ذلك منها وينبهرون بما سمعوا. و عندئذ يتغير سلوكهم معها و يبدأون بإحترامها كغانية من فئة عليا تختلط بالكتاب و علياء القوم. لا يلحون عليها بأن تعطيهم نيكة من الخلف. يتوقفون حالا عن دلك اعضائها اثناء تناولها عشاءها من كباب وكسكسي. يخاطبونها بست فيروز ، وحتى احيانا " استاذة فيروز، تسمحين تنزعين لباسك." و بدون شك ، تحصل منهم على اجرة اعلى كقحبة راقية تعرف خالد القشطيني.
شاع اسمها بين رواد الدعارة العربية في اجوير رود من مواطني الخليج . يعودون الى دويلاتهم ، قطر او الامارات او الكويت، ويعضون اخوانهم واصحابهم. " رايح للندن! اوه يا عيني على لندن، شلون مركز حضاري ، بس خلي بالك ابن عمي. لا تضيع وقتك مع هالشراميط الرخيصات في الشارع. روح رأسا الى قحبة القشطيني . شوية تكلفك اكثر ولكن اقعد واسمع كل ما تقول لك عن كاتبنا العزيز ابو نايل. تعرفه زين."
الحقيقة انني لا ابالي قط بما تفعله فيروز، (وهذا في الواقع اسمها المهني فقط) لتكسب المزيد من الفلوس من اهل النفط واثرياء المهربين. بيد انني اتسائل، ما هي حصتي من كل ما تكسبه بفضل استعمال اسمي ؟ اليس هذا شيئا معترفا به في منطق اقتصاديات السوق؟ انا عيش من قلمي كعامل كلمات. و فيروز تعيش من فرجها كعاملة جنس، رغم انني اميل الى وصفها بفنانة جنس بما عرفته وخبرته منها. اعتقد انني استحق جزء مما تكسبه من اجرة عن كل نيكة.
افكر الآن باستشارة احد المحامين ممن يتمتعون بخبرة كافية في هذا الموضوع. فلا اريد ان اوقع نفسي بالتورط بجريمة الكسب غير المشروع من مدخول النشاط المخل بالأدب. و لكن اسم الكاتب اسم مهني يحميه القانون. لا اريد ان اسمح لكل فطومة او سلومة او حلومة تمارس البغاء بإسمي و تسيء الى سمعتي مجانا و لوجه الله. هناك ايضا موضوع التعويضات عما اعانيه بفضل نشاطهن. فليس من اللطيف ان اجلس بين كتبي الثقيلة والكريهة، امحص بالوثائق و القواميس، واستلم مكالمة من امرأة غارقة بالشبق و النيك مع رجل اكثر حظا مني. هذا شيء ينطوي بدون شك على منتهى الارهاق والاضطهاد و يستحق التعويض.

2 comments:

Anonymous said...

إنها من القحبات الذي يوضع كسها فوق الرأس !!.. وذلك بفضل دعمكم اللوجستي الكريم لأدائها السريري الممتاز والراقي !!

لقد أضحكتني يا أستاذ خالد إلى درجة القهقهة وأنا أقرأ قصة فيروز التي تحولت من فنانة إلى شرموطة والفن معظمه شرمطة فهي جابتها من آخرها

أعتقد بأنك تعرف قصة الرجل الغني الفاسق والذي وضع جائزة قيمة لمن يسبه على شرط أن يضحكه ولا يغضبه فاحتار الناس كيف يضحكونه ويسبونه دون أن يغضب ..

وجدوا حشاشا يجلس كل يوم على ناصية الشارع فأخبروه عن الجائزة فقال عندي .. عندي!!

فذهب إلى التاجر الماجن فقال عندي لك لغز يا طويل العمر .. فقال ما هو ؟ قال شوف طال عمرك .. الأكساس (جمع كس) ثلاثة أنواع كس ينباس وكس ينداس وكس ينحط فوق الراس .. قال : بس بس فسر لي هذا اللغز الغريب ؟! فقال يا طويل العمر الكس اللي ينباس كس البنت الحلوة اللي عمرها 18 سنة.. طيب ايش الكس اللي ينداس .. قال له الحشاش: هذا كس المرأة الهرمة الشرموطة والتي قاربت سن المعاش الشرموطي!!

قال هذي فهمناها ... طيب أيش الكس اللي ينحط فوق الراس .. قال له : كس أمك يا طويل العمر!! فاستلقى الغني على قفاه من شدة الضحك وأجزل له العطاء

لو كنت مكانك يا أستاذ خالد لكلمتها بصراحة واقول لها إنت يا حلوة تستغلي إسمي فلازم تحطي على كسك عداد وتعطيني 15 بالمائة من دخله بشرط لا من شاف ولا من دري

مزيدا من الإبداع يا أستاذ خالد

raad said...

أستاذ خالد من المعروف عنك انك شاذ جنسيا والشواذ عندما يتجاوزون سن الخمسين يمتهنون القوادةوهدا الامر ليس غريبا عنك