Tuesday 5 October 2010

الشرق الاوسط 5-10-10

الرافض مرفوض

خالد القشطيني

يتسائل كثير من اصدقائي عن سر غيابي عن سائر هذه النشاطات و المؤتمرات و المأكلات التي يعج بها عالمنا حتى في هذا الشهر ، رمضان الكريم ، اقامت سائر السفارات و المنظمات العربية ،بل وحتى الاجنبية و المسيحية، حفلات افطار دون ان استلم دعوة واحدة لأي منها. سألني صديقي صلاح نيازي، لم نرك في مهرجان اصيلة قط. و لاحظ آخر اختفائي من مؤتمرات البابطين للشعر العربي. حتى الفلسطينيين الذين اضعت لقضيتهم سنوات من حياتي لم يعودوا يشاركونني في اجتماعاتهم.
الحقيقة الواضحة التي لم يلتفت اليها اصحابي، هي انني شخص رافض و عوقبت على رفضي بالرفض فأصبحت الكاتب المرفوض. كان الأخ عبد العزيز البابطين يدعوني لمهرجاناته الشعرية العالمية. و يظهر انه قرأ او سمع ما كتبته في الشعر و الشعراء، يوم قلت ان ممارسة الشعر من صفات الشعوب المتخلفة. الشعوب المتطورة تعنى بالعلم و الطب و الفكر. و قلما اصاحب احدا من الشعراء لأنني اجدهم غارقين في الانانية و الذاتية و الكذب. يظهر ان الأخ البابطين سمع ذلك فتوقف عن استضافتي.
كانت المغرب تدعوني لمهرجانات اصيلة حتى كلفوني بألقاء كلمة. فتكلمت و دعوت لتبسيط قواعد اللغة بحيث تصبح طيعة وفي متناول الناس فلا يهجرها العلماء و الاطباء و المهندسون و يلجأون للغات الاجنبية ولا تثور عليها الاقليات الاثنية فتطالب باستقلالها. ضج المستمعون بالضحك و التصفيق وانا اروي النكات عن النحو العربي كعادتي. غاب عن ذهني ان المغرب تواجه ازمة في تعميم اللغة العربية و تغليبها على الفرانكفونية و النزعة الامازيقية . وهكذا توقفوا عن دعوتي لأصيلة ، و من يلومهم؟
اقام المنتدى العراقي قبل سنوات حفلا لتكريمي فألقيت كلمة شكر وصفت فيها حركة التحرر الوطني و المطالبة بالاستقلال بأنها حركة الحرامية. فالافندية من ابناء الطبقة المتوسطة عاشوا مرفهين في العهد العثماني من السرقات والرشوات. جاء الانجليز فمنعوا ذلك بل و طالبوهم بدفع ضرائب ، فثاروا عليهم. حصلوا على الاستقلال فعادوا الى سابق شأنهم من الفساد ، كما نرى اليوم. قلت كل ذلك فصفق الحاضرون ، و لكن المنتدى توقف عن دعوتي للمشاركة في اي ندوة. شاعت بين الوطنجية سمعتي كداعية لعودة الاستعمار لا ينبغي دعوته لاي مأكلة.
دعتني دار الاسلام لتكريمي ايضا و طالبوني بألقاء كلمة عن الفكاهة العراقية. يقوم نصف الفكاهة على النكات الجنسية في كل العالم. ما ان تورطت بذكر واحدة منها حتى رأيت النسوة، و كلهن محجبات و منقبات جلسن في آخر القاعة، يبارحن الدار. و شاعت بين القوم فكرة ان القشطيني رجل بذيء لا تصح دعوته لأي جلسة محترمة.
و بعد سنوات من التعاون مع الفلسطينيين و الكتابة المتواصلة عن قضيتهم ، قدر لي الاحتكاك بالكثير من قادتهم فلمست مدى الفساد المنتشر بينهم و تجاهلهم لمعاناة شعبهم. فتعال يا سيدي و امنع خالد القشطيني من التنديد بذلك. و بدأت القطيعة و وداعا يا فلسطين!
دعوني للمشاركة في مؤتمر الاصلاح العربي بمصر، بلد الفتاوى، فقلت سأصدق الدعوة للاصلاح عندما يبدأون بتدريس نظرية التطور في المدارس. و كانت آخر دعوة لي للمشاركة. فهل تعجب الا يدعوني احد لأفطار رمضاني؟

1 comment:

Allam said...

i would love to see you on a tv channel mr kishtini, but sadly as u mentioned those channels are greedy
i havent found a single video of you on youtube or the internet as well :(