Monday 26 April 2010

العالم 27-4-10

و سفة ويا وسافة (1)

خالد القشطيني

مني الحزب الشيوعي العراقي في الانتخابات الأخيرة بخيبة اليمة. لم يفز بمقعد واحد. لم اكن في العراق لأشهد هذه النكسة ، و آكل من الفاتحة التي ربما نظمها الحزب في المناسبة. لكنني ذهبت لحضور الحفل التقليدي في لندن لذكرى الحزب السادسة و السبعين. حضرت الحفل املا في ملاقاة اصحابي القدامى. و لكنني لم اجد احدا منهم. ماتوا او اقعدوا او فقدوا الهمة لحضور اي لقاء سياسي. ذكرني الحفل بما يجري في الكنائس البريطانية. كل يوم تجد زبائنها يتقلصون عددا. تدخل فلا تجد فيها اي جمهور و القس جالس في غرفته يقرأ صحيفة نيوز اوف ذورلد.
دخلت القاعة فوجدت عدد الطاولات و الكراسي قد تقلص عن الاعوام الماضية. و بقي الكثير منها خاليا من الرواد. اعترف بأن الوضع اثار في نفسي مشاعر الشجن. فقد كان هذا الاحتفال السنوي يفيض بالحاضرين و يضج بالنشاط و الحماس. يظهر ان الهزيمة في العراق قبل ايام قد مزقت معنوية المنظمين و المتفرجين. حاول ممثل الحزب ان يقوي العزائم فألقى كلمة استعمل فيها نهج العراقيين في الانفعال و الحماس ، الا وهو التغني بذكر الموتى. فدعى بالمجد لشهداء الحزب. كانت هناك صورتان كبيرتان لفهد و سلام عادل. و كلما ضاقت الأمور في نفس الشيوعي العراقي لجأ الى الاشارة لفهد. مسكين فهد! بعث برسالة من سجنه يشجب فيها قرار ستالين بتقسيم فلسطين و اقامة اسرائيل و كبت الحزب رسالته.
و لكن المقصف ضم اكلات شهية من الدولمة و التمن و العروق و الدجاج بثلاث باوندات فقط. قلت للرفيق هذه ارخص اكلة في لندن . قال تبرع بالمزيد إن شئت. قلت له حسنا لا ترجع لي قصور ورقة العشر باوندات. احسبها صدقة على روح فهد.
و لكن احسان الأمام ، ذلك الموسيقار و المطرب المبدع، اعطانا اطباقا اكثر شهية و اطيب نكهة من الدولمة بسلسلة من الاغاني العراقية الشعبية. عرفت الأمام بموسيقاه و اغانيه الشجية الخاصة و لكنني لم اعرف منه هذا التنوع و الاحاطة بالفولكلور العراقي. رقصت على صوته فتيات الحزب. و مسكني الرفيق سمير ابراهيم و اصر على مراقصتي. وهذا كان نصيبي من الحفل. الآخرون يراقصون الحسناوات الماركسيات و انا بين ذراعي هذا المناضل القديم. و لكن الدنيا كلها حظوظ ، وهو ما لا تقره الدايلكتية الماركسية. و أنا لله و انا اليه لراجعون. وهذا شيء آخر لا تقره الدايلكتيكية الماركسية.
ارتقت المسرح في الأخير الرفيقة ام نسيم، عريفة الحفل، فحاولت هي الاخرى ان تثير الهمم. مسكت بالمايكرون و اخذت تغني " حزبنا" نشيد الحزب الشيوعي العراقي. رفعت يديها لتهيب بالجمهور المشاركة في الأنشاد ، و لكن يظهر ان اكثر الحاضرين لم يعرفوا هذا النشيد و من عرفه منهم فقد صوته من زمان. لم يتطوع احد و يغني معها فاكتفت بما فعلت ونزلت. و لكنني سأواصل الاغنية في مقالتي القادمة.

1 comment:

Unknown said...

الاستاذ خالد
تحياتي
اعتقد ان الحزب الشيوعي العراقي فشل في النتخابات الاخيره بسب انتماء النساء المحجبات اليه,وهن في الغالب ممن فاتهن القطار (قطار الزواج)لو ان الحزب الشيوعي امر هؤلاء النساء بخلع الحجاب وارتداء الجينز الضيق جدا لكان له اصوات اكثر,وقد حدثني احد الاصدقاء المنتمين الى هذا الحزب بانه اعاد انتمائه الى الحزب بعد سقوط بغداد وذلك لان الحزب يوزع المشروبات الكحوليه على اعضائه مجانا
وتقبل خالص تحياتي
المهندس اياد عبد العزيز